الكثير من الشباب والشابات من ( المغامرين ) وهو مصطلح يطلق أحياناً على من يرغب في بدء مشروعه الجديد ، فهو يغامر بوقته وجهده وماله بل واسمه أيضاً وهو في نفس الوقت غير متأكد أو واثق من أن مشروعه سينجح ، بل وتجد مستوى المغامرة يرتفع عندما يقوم هذا الشاب أو الشابة بترك وظيفته التي كان يعمل فيها وتدر عليه دخلاً معيناً ثابتاً في نهاية كل شهر ويضحي بذلك مقابل مشروع لايعرف فرصة نجاحه أو فشله. أصحاب المشاريع الصغيرة يتعرضون للكثير من التحديات والعقبات منها عدم توفر رأس المال وعدم وجود الأيدي العاملة وعدم وجود تشريعات خاصة بهم فهم يتساوون مع غيرهم من أصحاب المشاريع الكبرى وأصحاب رؤوس الأموال الضخمة كما أنه لا توجد لهم أي جهة راعية تختص بتصريحهم فالتراخيص المطلوبة من قبل صاحب المشروع الكبير هي تقريباً نفسها المطلوبة من قبل صاحب المشروع الصغير سواء فيما يتعلق بتصاريح العمالة أوالتأمينات أو البلدية أوغيرها من الرسوم الأخرى ، كما إن تكلفة الإيجارات التي تزداد سنويا تهدد بفشل المشروع في بداياته فمالك العقار لايفرق بين مشروع صغير وآخر فهو ينتظر السداد في نهاية العام أو الإخلاء . لذلك فإن كثيراً من أصحاب هذه المشاريع وعند شعوره بالفشل وعدم إمكانية مواصلة المشروع فهو إما أن يلجأ لإغلاق المشروع وسداد ديونه التي كانت بمثابة الخسارة أو يعمد لمخالفة القوانين والأنظمة وتسليم مشروعه للعمالة الوافدة والتي تقوم بإدارته بطريقتها مقابل سداد مبلغ مقطوع لصاحب المشروع فيتحول المشروع من مشروع صغير جديد إلى مشروع تستر . ما لم تعمل الجهات المختصة لتسهيل إجراءات تأسيس المشاريع الصغيرة فإن هذه المشاريع إما أن تكون مصدرا للتستر ووجود العمالة الوافدة غير النظامية أو أن تكون مقبرة للشباب والشابات ووقوعهم في مصيدة الخسارة والديون وهم الذين كانوا متفائلين للإنطلاق بمشاريعهم إلى فضاء الأعمال ثم يحبطون بعد معرفة الواقع الأليم الذي يجدونه والتشريعات والتكاليف الكبيرة التي يجب عليهم دفعها قبل البدء في مشروعهم . Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :