المسرح هو أبوالفنون، الذى تمتزج فيه أشكال التعبير عن الأفكار المختلفة والمشاعر الإنسانية فى صورة تمزج الأداء والحركة بالمؤثرات المتنوعة من الصوت، والإضاءة، والديكور. تلك الخشبة التى يعتليها الفنان حاملا رسالته السامية، أخرجت هذه الخشبة العديد من الفرق المسرحية التى ساهمت بشكل كبير فى خلق جيل واعٍ بالفنانين والمخرجين والكتاب؛ أصبحت أحد رموز الحركة المسرحية فى مصر والوطن العربي. وعلى مدار 30 ليلة من ليالى شهر رمضان الكريم، تلقى «البوابة» الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة فى تاريخ المسرح من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدمت خلاله مواسم مسرحية لاقت نجاحًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، توقف نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم وتجاربهم باقية وخالدة رغم رحيلهم.شارك فايز حلاوة فى التمثيل بالفرق المدرسية والجامعية، تخرج فى كلية الحقوق جامعة عين شمس فى ١٩٥٤، وعمل بعد تخرجه بالمحافظة، ثم تخرج فى قسم التمثيل بمعهد الفنون المسرحية فى ١٩٥٨، حتى عين مخرجا للمسلسلات الإذاعية فى ١٩٥٩، التقى الفنانة تحية كاريوكا وتزوج منها فى ١٩٦٢، والتى كونت فرقة مسرحية تحمل اسم تحية كاريوكا، وأسندت إلى زوجها فايز حلاوة إدارة الفرقة فاستقال من عمله بالإذاعة حتى يتفرغ لإدارة الفرقة إداريا وفنيا، وقام بكتابة وإخراج معظم الأعمال المسرحية الخاصة بالفرقة وقدم خلالها الأدوار الرئيسية.اتجه للمسرح فى أوائل فترة الستينيات، وألف للفرقة مجموعة من الأعمال المسرحية من بينها «بلاغ كاذب» فى ١٩٦٢، «شفيقة القبطية»، «حارة الشرفاء» فى ١٩٦٣، «قهوة التوتة»، فى ١٩٦٦، «سكان العمارة»، «روبابيكيا»، «البغل فى الإبريق»، «أم العروسة» فى ١٩٦٩، «علاقات عامة»، «ياسين ولدي» فى ١٩٧١، «التعلب فات» فى ١٩٧٢، «نيام نيام» فى ١٩٧٣، «يحيا الوفد» فى ١٩٧٥، «الباب العالي» فى ١٩٧٧،حتى عاد مرة أخرى بمسرحيته «شقلباظ» فى ١٩٨٢، بعد توقف دام لمدة ٥ أعوام، تأليف وإخراج وتمثيل فايز حلاوة، وشاركته البطولة تحية كاريوكا، محمد جبريل، محمد توفيق، حسن شبل، أحمد حلاوة، أمل إبراهيم وغيرهم، انتقد فيها سيطرة رأس المال، إضافة إلى مظاهر الانفتاح وتأثير المال على سلوك الأفراد، وذلك من خلال الست الناظرة مديرة المدرسة «تحية كاريوكا»، إلى جانب أعماله السينمائية والدرامية، التى لاقت نجاحا جماهيريا كبيرا.عقب انفصاله من الفنانة تحية كاريوكا فى ١٩٨٦، انفرد بإدارة المسرح وقدم العرض المسرحى «أوبك» فى ١٩٨٧، من تأليف وإخراج وتمثيل فايز حلاوة وشاركته البطولة تحية كاريوكا، ولم تعرض إلا لفترة قصيرة حتى توقف بعدها عن الكتابة المسرحية، وبدأ فى كتابة البرامج التمثيلية النقدية للإذاعة، وفى فترة السبعينيات والثمانينيات فى مجلة أكتوبر الأسبوعية وغيرها، إلى جانب كتابة المقالات الانتقادية الساخرة وبعض اللقطات التى يشهدها الواقع الثقافى، وكان يعالج مظاهر العلاقة بين المواطن والسلطة فى إطار نقدى ساخر من خلال أعماله.
مشاركة :