يتبوأ مسجد القبلتين التاريخي بالمدينة المنورة مكانة فريدة في التراث الإسلامي ففيه نزل وحي السماء على النبي الكريم بتحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة بعد أن كانت تجاه بيت المقدس، وكان ذلك في منتصف شهر شعبان من العام الثاني للهجرة، عندما زار النبي -صلى الله عليه وسلم- أم بشر من بني سلمة معزياً فصنعت له طعاماً وعند صلاة الظهر يصلي، وبعد أن أتم ركعتين نزل عليه الوحي "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره" ومنذ ذلك الحين عرف المسجد بهذا الاسم. المسجد الشامخ في حي الوبرة يفوح شذاه عبقا معطرا زواره على مدار العام وهو يحكي صلته بالنبي الخاتم، بعد تشييده على يدي بني سواد بن غنم وخصوصيته في التحول، وصفه بعض الرحالة قديما بأنه: "مسطح مغطى بقبة وليس له مئذنة"، وقد شهد المسجد على مر التاريخ إصلاحات متتابعة وفي العهد السعودي المبارك كانت توسعة الملك المؤسس -طيب الله ثراه- العام 1350هـ، حيث أمر بتجديد عمارته، وبناء مئذنة، وإقامة سور حوله لتمتد مساحته إلى 425م2، عقب ذلك تم هدم المسجد وإعادة تشييده مع إعادة تخـطيط المنطقة التي يقع فيها وتوسعته وفق أحدث التقنيات والتصاميم الهندسية مع إضفاء اللمسة الهندسية المعمارية الإسلامية. حظي المسجد بعناية الدولة السعودية منذ تأسيسها
مشاركة :