مِن المُسَلّمَات أنّ حُضُورَ اللغة (أَيِّ لغة) إنما هو انعكاس لواقع أهلها الثقافي والحضاري، وبما أنّ العرب في هذه الحقبة الزمنية يعيشون ضعفًا في تلك المجالات فلا عجب أن تتراجع (لغتهم) أمام اللغات، ويضعف صوتها لا بناؤها!! ذلك عَامَل مهم، ولكنه خارج عن الإرادة المجتمعية، أما الأهَمّ فهو أن تُهَمّش اللغة وتُقصَى بأيدي أبناء مجتمعها (كما يؤكد بعض الباحثين) بإبعادها عن المجالات الحيوية في العلوم الدقيقة والتقنيات، والاقتصاد والتجارة وأسواق المال والبنوك وقطاع واسع من فَضَاءات الإعلام والإدارة وغيرها!! أما الأخطر من وجهة نظري أنّ وَهَنُ أهل العربية (وليس العربية) وفَسَاد أكثرهم اللّسَاني والكتابي قد أصبح ظاهِرة لا تقتصر على اللحْن في الكلمات، أو عُجْمَة المسميات واللوحات، بل وصَل لمحطة تهميش الفُصْحَى، والاحتفال بالعامية واللهجات المحلية في كثير من المحَاضِن والمنابر الثقافية كالجامعات والمدارس والمراكز المعرفية! والمؤلم والمحزن حقًا أنّ (لغتنا العربية) تصرخ من تجاهلها وتقديم اللغات الأجنبية عليها في الخطابات والممارسات اليومية الرسمية؛ ففي بلاد (بني يَعْرُب) عمومًا تذاكر الطيران ووصفات الأطباء والأدوية باللغة الانجليزية أو الفرنسية، بينما العربية منسية حتى لو كانت ترجمة أو لغة ثانية!! وأخيرًا اللغة العربية تعاني وتواجه الكثير من التحديات، فلابد من تضافر الجهود على كافة المستويات لحمايتها، ورفع رايتها، وفي هذا المسار يأتي مركز الملك عبدالله العالمي لخدمة اللغة العربية، وهذا ما سوف نتحدث عنه غدًا فلا تذهبوا بعيدًا. aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain