المسرح هو أبو الفنون، الذى تمتزج فيه أشكال التعبير عن الأفكار المختلفة والمشاعر الإنسانية فى صورة تمزج الأداء والحركة بالمؤثرات المتنوعة من الصوت، والإضاءة، والديكور. تلك الخشبة التى يعتليها الفنان حاملا رسالته السامية، أخرجت هذه الخشبة العديد من الفرق المسرحية التى ساهمت بشكل كبير فى خلق جيل واعٍ بالفنانين والمخرجين والكتاب؛ أصبحت أحد رموز الحركة المسرحية فى مصر والوطن العربي. وعلى مدار 30 ليلة من ليالى شهر رمضان الكريم، تلقى «البوابة» الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة فى تاريخ المسرح من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدمت خلاله مواسم مسرحية لاقت نجاحًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، توقف نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم وتجاربهم باقية وخالدة رغم رحيلهم.وجه جميل عرفته السينما، لكن كانت شهرتها الأوسع كانت فى مجال الرقص خاصة الباليه والرقص الفلكلوري، إنها الفنانة نيللى مظلوم، حيث أسست فرقتها للرقص الحديث فى بداية الستينيات، وقدمت من خلالها بعض التابلوهات الراقصة، كذلك حرصت على تقديم بعض اللوحات الدرامية المستوحاة من التراث الشعبى والفولكلوري، من أهمها عرض «أيوب المصري» من تأليف الشاعر الغنائى الكبير حسيب غباشى عام ١٩٦٢، اكتشفها المخرج عباس كامل، وقدمت موسما ناجحا فى الرقص، وأسست معهدا للرقص الإيقاعي، لقبت بأشهر راقصة باليه مصرية.يقول المؤرخ المسرحى الدكتور عمرو دوارة، إن فرقة نيللى مظلوم تختلف عن فرقة «رضا» باتخاذها الرقص الحديث المعتمد على مدرسة الباليه منهجا وأساسا لتصميماتها، كانت منافسا قويا لفرقة «رضا لفنون الشعبية» التى تأسست فى نهاية خمسينيات القرن الماضى بقيادة الراقص ومصمم الاستعراض محمود رضا، التى قدمت أيضا فى بداياتها بعض اللوحات الشعبية من أشهرها: «خمس فدادين»، «حرامى القفة»، «عروس النيل»، «على بابا والأربعين حرامي»، «الناى السحري»، وغيرها، ومن أهم أفلامها «فاطمة وماريكا وراشيل»، «ابن حميدو»، «علمونى الحب»، «النمرود»، «التلميذة»، «إسماعيل يس فى جنينة الحيوانات»، وغيرها.وأضاف «دوارة»، تنتمى نيللى مظلوم لأصول يونانية، ولدت فى مدينة الإسكندرية فى ٩ يونيه ١٩٢٥، وبدأت الرقص على المسرح منذ كانت فى الخامسة من عمرها، وبرزت فى مجالها حتى صارت من الرائدات فى الرقص المعاصر، وقامت بتأسيس مدرسة للباليه.وشاركت فى بطولة عدد من الأفلام خلال حقبتى الأربعينيات والخمسينيات، وربما لا يتذكر لها الجمهور سوى أبرز شخصياتها وهى «لاتانيا» مهربة المخدرات فى فيلم «ابن حميدو» إنتاج فى ١٩٥٧، مع الفنان إسماعيل ياسين، أحمد رمزي، هند رستم، توفيق الدقن، عبدالفتاح القصري، زينات صدقي، سيناريو وحوار عباس كامل، وإخراج فطين عبدالوهاب، مؤكدا أنها غادرت مصر فى منتصف الستينيات بعد المصاعب التى واجهتها فيما يتعلق بفرقتها، واستقرت فى اليونان منذ ذلك الحين وأسست هناك مدرسة للرقص.
مشاركة :