تقاسم لقمة العيش والملح سمة من سمات أهالي وسكان الحارات العتيقة المحيطة بالسور القديم الذي كان يجمع حارات جدة التاريخية، ما شكل مجتمع الأسرة الواحدة، وكون نسيجا اجتماعيا في الحي الواحد بين رجاله ونسائه وأطفاله، ظل هذا الإرث التاريخي الاجتماعي، إلى أن كبرت تلك المدينة «جدة» التي تعود نشأتها إلى ما يقارب ثلاثة آلاف سنة، وأصبحت تلك الأحياء والحارات القديمة مكانا ورمزا تاريخيا للأهالي الذين ولدوا وعاشوا فترة من زمن الطفولة، وينشط ارتباطهم بتلك الأحياء والحارات في شهر رمضان المبارك والأعياد من كل عام.ومن بين تلك الحارات حي «الصحيفة» الذي كان قبل التنظيم والتوسعة التي شهدتها جدة بشكل عام، تشترك حدوده من جهة الغرب مع أسوار المنطقة التاريخية من جهة باب مكة إلى الشرق من السور، ومن الشمال حي العمارية، ومن الشرق حي الكندرة، والجنوب المنطقة التاريخية وحي السبيل، فيما سميت الصحيفة من كلمة صُحفة بضم الصاد، تأخذ زبدية الشكل، كما عرفها في كتابه إبراهيم أحمد كنداسة «حارات الصحيفة بين الأمس واليوم» الذي وقعه بين أهالي الصحيفة في «برحة سنبل» خلال شهر رمضان الجاري، وسط حضور كبير من الأهالي الذين يرون أن زيارة الحي في شهر رمضان وأيام الأعياد عادة سنوية، يجتمعون خلالها لاستعادة ذكريات الطفولة وأيام الشباب، بصحبة أولادهم وأطفالهم.
مشاركة :