منصور الفيلي ممثل وصل إلى هوليوود من بوابة بوليوود

  • 5/25/2019
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

يختار إطلالاته الدرامية الرمضانية بعناية شديدة، لا يهتم بالكم بقدر سعيه الدائم لتقديم أدوار ذات قيمة فنية عالية، احتراما لتاريخيه الفني الطويل الذي بدأه في المسرح وتنقل في ما بعد بين السينما والتلفزيون. الممثل الإماراتي منصور الفيلي الذي، ورغم انشغالاته الكثيرة في الفترة الأخيرة في السينما المحلية والعالمية، لكنه يحرص على أن يكون متواجدا في كل موسم رمضاني، فدوره الجديد في مسلسل “عبور” الذي يعرض حاليا يعتبره الفيلي نقلة نوعية في مسيرته الفنية. ولد الفيلي عام 1961، وبدأ انطلاقته من المسرح حين التحق بفرقة مسرح دبي الشعبي عام 1978 ثم شارك في مسرحية “الكبار مع التحية” والتي تم عرضها أثناء حرب الخليج. كما شارك في العديد من المسرحيات مثل “بو محبوس في ورطة” “دبابيس”. وقدم للتلفزيون واﻹذاعة العديد من الأعمال مثل “عنتر وحلوم”، “هموم صحية” و”حبر العيون”، وشارك في عدة أفلام منها “حب ملكي”، “لبن مثلج” و”ضوء دامس” وغيرها. غير أنه ذهب هذا العام إلى دراما جديدة هي الأولى من نوعها عربيا، تخلط ما بين الواقع الحقيقي وخيال الكاتبة الأردنية ثريا حمدة، المسلسل صوّر في مخيم اللاجئين السوريين “مريجيب الفهود” بالأردن، ويروي قصص واقعية عن حياة القاطنين فيه، ويلقي الضوء على معاناتهم والحياة الصعبة التي يعيشونها بعيداً عن وطنهم. وهناك دور كبير قامت به هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، في إنتاج هذا المسلسل، حيث احتضنت طاقم العمل لأشهر مثلما تحتضن منذ سنوات اللاجئين ومازالت تعمل على تقديم العون لهمالعمل من بطولة النجمة الأردنية صبا مبارك، والنجم السوري سامر إسماعيل الذي جسّد قبل سنوات شخصية الخليفة عمر بن خطاب رضي الله عنه. وكون العمل صور بالكامل في الأردن فإن بقية الممثلين من الأردن إلى جانب بطولة القدير منصور الفيلي، الذي جسد دور مدير مخيم الهلال الأحمر الإماراتي “مريجيب الفهود”، ويعمل على معالجة الضغوطات النفسية والمادية التي يمر بها اللاجئون السوريون في المخيم. ويعتبر الفيلي أن مسلسله الجديد يقدم للمشاهد العربي قصصا حقيقية عن العوائل اللاجئة في المخيم، يقول “الدور الذي أديته مع فريق الهلال الأحمر الإماراتي كان حقيقياً بالفعل لمساعدة اللاجئين وتوفير كل سبل الراحة لهم، الأمر الذي انعكس إيجابياً على مصداقية المسلسل، وأهمية ما نعرضه من قصص إنسانية تهم كل إنسان”. وقد رفض الفيلي طيلة تصوير المسلسل أن تكون إقامته في فندق بالعاصمة الأردنية عمان، بل أصر على أن يعيش في المخيم ليلامس كافة الأجواء الحقيقية للاجئين، ويشعر بمعاناتهم وبالتالي ليعمل على نقلها إلى الشاشة متجرداً من أي رفاهية. وعلى الرغم من أن دور الفيلي كان يجب أن يتجسد فنياً على الشاشة، كون المسلسل من النوع الدرامي وليس الوثائقي، لكنه لم يستطع التخلص من ذلك الحس الإنساني كما يقول الرجل الذي أصبح في هذه الأيام حديث الساحة الإماراتية، لأنه سوف يكون أول ممثل إماراتي يدخل عالم هوليوود، إذ انتهى من أداء دوره في الفيلم الأميركي “صعوبة التطابق”، إلى جانب نخبة من النجوم من بينهم الممثل الشهير بيرس بروسنان صاحب سلسلة أفلام جيمس بوند.يؤكد الفيلي أن تجربته الهوليوودية منحته الكثير من الخبرة الفنية المختلفة عن تلك التي عاشها محلياً وعربياً، يقول “أول ما لفت انتباهي وشدني في العمل مع طاقم العمل الهوليوودي هو التنظيم الشديد والتحضيرات الدقيقة للعمل والاهتمام بكل فنان بشكل خاص، ويجلس المخرج مع كل منا، ويهتم بأدق تفاصيل الشخصية ويسمع مقترحات الفنان في أدائها وملاحظاته، إضافة إلى أن المخرج له الدور الكبير في اختيار الممثلين وليس المنتج فقط، كما هو سائد لدينا، حيث يتحكم المنتج والتلفزيون في اختيار الممثلين، ناهيك عن الفنية العالية للتصوير والتنفيذ التي تتسم بها الأفلام الهوليوودية”. ولأنه من الفنانين الذين يبحثون عن الجديد دائما، ويفكر فنيا خارج الصندوق، لذلك فقد اتجه الفيلي إلى تعلم وإتقان لغات غير العربية طمعا منه أن يخرج من النطاق العربي، وبالفعل بات يتقن الإنكليزية والأردية الهندية، وسنحت له الفرصة بالدخول إلى عالم بوليوود من بوابة الفيلم الهندي “ديشوم” للمخرج روحيت دهاوان وبطولة النجوم جون أبراهام وجاكلين فرنانديز. وقد حصد الفيلم نجاحا كبيرا في شباك التذاكر. الاختيار وقع على الفيلي بعد بحث طويل من قبل الشركة المنتجة على ممثل خليجي يجب أن يتقن ثلاث لغات، العربية والإنكليزية والهندية، وحقق حينها الفيلي ريادة على مستوى وطنه، حيث كان أول ممثل إماراتي يشارك بالسينما الهندية. خلف الكواليس يذكر أن المشاركة الخليجية في بوليوود بدأت قبل عقد من الزمن عندما شارك الفنان الكويتي محمد كمال في تصوير مشاهد من فيلم هندي صورت أغنية له وبعض المشاهد في الكويت، وفي عام 2008 شارك الممثل داود حسين في تصوير مشهد الافتتاح في الفيلم الهندي “كاهينا نا كاهان”، وهو إنتاج مشترك بين الكويت والهند من إخراج تي بوش. قدم الفيلي في مسيرته الفنية دوراً مهماً ولافتاً، من خلال بطولة سينمائية مطلقة لفيلم ناطق باللغة الإنكليزية بعنوان “خلف الكواليس”، رُشح عليه لنيل جائزة أفضل ممثل دور أول في مهرجان “غاردن سيتي” السينمائي في ولاية نيوجيرسي الأميركية، ليصبح بذلك الفيلي أول ممثل إماراتي يرشح لهذه الجائزة، مما شكل إنجازا إضافيا لرصيده ورصيد السينما الإماراتية. ويتناول الفيلم قصة ممثل وصل إلى مرحلة النجومية، لكن مع تقدمه في العمر يصاب بالزهايمر، فيبدأ مستواه بالتراجع، في وقت يبدأ فيه جيل جديد من الممثلين بالظهور، وهنا يقف عاجزا عن مجاراتهم في قدراتهم الذهنية، ويقرر الانتحار، فيبتدع لنفسه طريقة يموت بها على المسرح أثناء العرض. وكانت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية قد هنّأت عبر حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي الفيلي بترشيحه لهذه الجائزة، مرفقة التهنئة بهاشتاغ “ادعم السينما العربية”، و”استديو الفيلم العربي”، وبمقطع من الفيلم القصير وهو من إخراج الهندي ساشين أوغسطين أحد خريجي برنامج “استديو الفيلم العربي” في دولة الإمارات. إنتاج وعتبفي جعبة الفيلي السينمائية العديد من الأفلام المشتركة مع السينما الأجنبية، من بينها فيلم قصير مدته 35 دقيقة، للكاتب والمخرج البريطاني ديفيد ويتني بعنوان “خط الحرية”، ويتحدث عن قضية سياسية في مقاطعة بلوشستان في باكستان والتي يطالب أهاليها بالحكم الذاتي، ويخوضون صراعات عنيفة مع الحكومة الباكستانية. واعتبر الفيلي أن رجوع أصل المنتج لهذه المقاطعة جعله يهتم أكثر بتسليط الضوء على الأحداث السياسية، كما قال المخرج أن شكل الفيلي وإتقانه للإنكليزية والهندية من الأمور التي قادته لاختياره ليخوض دور البطولة للفيلم الذي شارك بعدة مهرجانات عالمية. الفيلي لديه عتب لا يخفيه عندما يطل عبر الإعلام، وهو حول دعم الفنان الإماراتي من قبل المؤسسات الإعلامية الرسمية وغير الرسمية، من تلفزيونات وشركات إنتاج، ويرى أن البعض منها تفضّل الغريب على ابن البلد، وهو يعترف أن هناك حاجة للخبرات الخارجية ولكن يجب الاهتمام بالمواهب الشابة المحلية على جميع الأصعدة. من وجهة نظر الفيلي فإن هناك ظلما ماديا يقع على الفنان الإماراتي، فالفنان المستعان به من دولة أخرى يُعطى أجراً أعلى من أجور الفنانين المحليين، إلى جانب ما يدفع له من مسكن وتذاكر سفر ومصروف يومي، ويلقب بنجم، في حين لا يعامل هذه المعاملة في بلده الأصلي. يقول الفيلي “لا نرى أنفسنا كفنانين أبناء الإمارات نعامل بهذه الطريقة، كما أن لمؤسساتنا وتلفزيوناتنا المحلية يداً في إبراز فنانين غير محليين، من الأجدر بها إبراز الفنان المحلي، والأخذ بيده نحو النجومية”.ولا ينكر الفيلي ما تقدمه بعض الجهات الإنتاجية مثل تلفزيون دبي الذي بدأ منذ أعوام في دعم المسلسلات الإماراتية، والمشاركة في إنتاجات ضخمة من شأنها رفع سوية الدراما المحلية وجعلها منافسة على المستوى الخليجي والعربي أيضا، ولكن هذا لا يكفي حسب رأيه لأن الإمارات مليئة بالمواهب الشابة المبدعة، والتي نالت جوائز عدة في مجال المسرح، وهي إلى الآن لم تجد فرصتها في الشاشة الصغيرة. الإنتاج العربي بشكل عام كما يراه الفيلي يعاني اليوم من مرض “البيع والربح”، ولم يعد المنتجون مهتمين بصناعة النجوم أو دعم المواهب الجديدة، وهناك عقدة “الغريب” موجودة في كل بلد عربي على حدة، والفيلي معجب بالتلفزيونات السعودية بما فعلته من قبلُ عندما كانت تدفع مبلغاً أكبر للعمل المصري الذي يتم إشراك ممثل سعودي فيه، وتلك خطوة يراها ذكية لدعم الفنان السعودي بشكل أو بآخر. يرى الفيلي أن دور الدراما يتمثل في أن تضيء دوما على مشكلات الحياة وتتفاعل مع القضايا المهمة التي تظهر بين الحين والآخر، والدراما الإماراتية برأيه تفاعلت عبر تاريخها مع العديد من القضايا الإنسانية والاجتماعية، ومن جملة “الدراما هي مرآة المجتمع”، يصر الفيلي في كل لقاءاته الصحافية على حث المنتجين والقيمين على الدراما العربية عموما الاهتمام بواقع الحياة الحقيقي والابتعاد عن القصص التي لا تشبه واقعنا العربي، وهذا ما قاده إلى المشاركة في مسلسل “عبور” الذي يهتم بقضايا اللاجئين والمنكوبين وضحايا الحروب والصراعات، ويجد الفنان الإماراتي أنه من الطبيعي أن تجسد الدراما هذه الإشكاليات حتى يكون المشاهد على بصيرة بكل الأحداث الطارئة والمتغيرات، فضلاً عن أن قصص هذا النوع من الدراما تدخل في إطار إنساني وهو ما يجعلها ذات طابع خاص ومؤثر.

مشاركة :