احتدم السباق لخلافة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، السبت، مع وجود خمسة مرشحين يتنافسون لشغل المنصب الذي ستكون المهمة المحورية للفائز به إيجاد سبيل لفصل بريطانيا المنقسمة على نفسها عن الاتحاد الأوروبي. وتبدو حظوظ وزير الخارجية السابق بوريس جونسون الأوفر حظا خاصة أنه يدافع عن الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، بالرغم من مخاطر استراتيجية الهروب إلى الأمام والضرر الذي ستلحقه.وأعلنت ماي، الجمعة، أنها تستقيل من منصبها بعدما فشلت في تحقيق خروج بريطانيا من الاتحاد مما أثار احتمالات بأن أي زعيم جديد قد يسعى لانفصال عن الاتحاد الأوروبي يثير المزيد من الانقسام وهو ما قد يؤدي إلى مواجهة مع التكتل أو انتخابات برلمانية محتملة. وأصبح وزير الصحة مات هانكوك أحدث المنضمين لسباق خلافة ماي بعد بوريس جونسون وزير الخارجية السابق، وجيريمي هنت وزير الخارجية الحالي، وروري ستيوارت وزير الدولة للتنمية الدولية، وإيستر مكفي وزيرة العمل والمعاشات السابقة. وبوريس جونسون هو المرشح الأوفر حظا وفقا لوكلاء المراهنات، وقال مرارا إن على بريطانيا أن تستعد للخروج من الاتحاد من دون اتفاق ما لم يتسن التوصل إلى اتفاق مقبول. وردا على سؤال حول ما إذا كان سيتقدّم لمنصب رئاسة الوزراء، قال وزير الخارجية السابق البالغ من العمر 54 عاما “سأفعل ذلك، بالطبع سأفعل ذلك”. وأكد جونسون في مؤتمر اقتصادي في سويسرا، الجمعة، “سنغادر الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر باتفاق أو من دونه”، مشددا على أن “مهمة زعيمنا القادم يجب أن تكون إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشكل صحيح وإتمام عملية بريكست بنجاح”. ويعتقد الوزير المثير للجدل أن بريطانيا يمكنها إقامة “علاقة تجارة حرة رائعة” مع أوروبا بعد انسحابها من الاتحاد الأوروبي، بل ويمكنها أيضا أن تكون مدافعة عن حرية التجارة العالمية.وقال إن بلاده لديها رأس المال الأكثر تنوعا في العالم إلى جانب قطاع للتكنولوجيا وجامعات على مستوى عالمي. لكن يجب عليها أن تركز أيضا على الخروج من الاتحاد الأوروبي مع موافقة النواب على عدم إلغاء المادة 50 التي أطلقت عملية بريكست. ومن المتوقع أن يتنافس ما يصل إلى 12 شخصا بشكل إجمالي على المنصب حيث لم يستبعد وزير التجارة ليام فوكس ووزير شؤون الخروج من الاتحاد الأوروبي السابق ستيف بيكر إمكانية ترشحهما عند سؤالهما بهذا الشأن، السبت. وفشلت ماي ثلاث مرات في الحصول على موافقة البرلمان على اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي بشأن الخروج بسبب انقسامات عميقة وطويلة الأمد داخل حزب المحافظين تتعلق بأوروبا. وأدى ذلك إلى تأجيل موعد الخروج الأصلي في 29 مارس إلى 31 أكتوبر في محاولة للتوصل إلى حلّ توافقي.وقال جميع المرشحين لمنصب ماي إنهم يستطيعون النجاح أينما فشلت هي على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي أعلن أنه لن يعيد التفاوض بشأن الاتفاق المبرم مع ماي. وقال هانكوك لراديو هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي “بالطبع يتعين أن ننفذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وسوف أفعل”. وأضاف “ينبغي أن نقترح اتفاقا يوافق عليه البرلمان. علينا أن نكون صادقين بشدة بشأن المقايضات”. ومن المنتظر أن تسيطر هذه القضية على السباق الذي يبدأ بعد الاثنين 10 يونيو، عندما يبدأ أعضاء مجلس العموم من حزب المحافظين في فرز المرشحين وتصفيتهم قبل أن يختار أعضاء الحزب الفائز من مرشحين اثنين نهائيين. وكشفت استطلاعات الرأي أن أعضاء الحزب يؤيدون الخروج من الاتحاد الأوروبي بأغلبية ويؤيدون الخروج من الاتحاد دون اتفاق. وألقت الانقسامات داخل حزب المحافظين بظلالها على آخر أربعة رؤساء وزراء منه وهم تيريزا ماي وديفيد كاميرون وجون ميجر مارجريت تاتشر ولا توجد مؤشرات تذكر على أن هذه الخلافات قد تحل في وقت قريب. ودعا حزب العمال المعارض إلى إجراء انتخابات على الفور بعد إعلان ماي استقالتها. وقال جون مكدونيل المتحدث باسم الشؤون المالية لحزب العمال لراديو هيئة الإذاعة البريطانية “من شبه المؤكد على ما يبدو أننا سنواجه زعيما محافظا متشددا في ما يتعلق بالانفصال البريطاني مستعدا لأخذ البلاد إلى الحافة من دون اتفاق بغض النظر عن الضرر الذي سيلحق بالوظائف أو بسبل معيشة الشعب”. وأضاف “في ضوء هذا الوضع أعتقد أنه قد تكون هناك أغلبية في مجلس العموم مستعدة لتطبيق نوع من التصويت الشعبي وقد يشمل ذلك انتخابات عامة”.
مشاركة :