نعيم درويش –  حصلت «القبس» على رأي خبراء إيرانيين بشأن الشروط الأميركية الــ12، التي قالت واشنطن أمس إنها مستعدّة للتفاوض بشأنها مع طهران. وأكد الخبراء المتابعون أن تلك الشروط بدت منذ كشفها كأنها إعلان حرب، لكن في التفاصيل هناك 6 شروط قابلة للتفاوض، مقابل 6 أخرى لا نقاش فيها؛ لأنها متعلِّقة بأطراف أخرى أو تمسّ السيادة الإيرانية. وبينما يؤكد الأميركيون أن العقوبات وحملة الضغوط مستمرّة إلى حين قبول إيران بالمفاوضات رغم المرونة الاميركية التي ظهرت من خلال استعدادهم للتفاوض حول الشروط الـ 12، يرى الجانب الإيراني حالياً أن طاولة التفاوض التي يدعو إليها الرئيس دونالد ترامب ليست للنقاش وتبادل الآراء، بغية التوصّل إلى حلول وسط، بل هي طاولة يراد أن يرفع من خلالها الإيرانيون راية الاستسلام . لكن مصدراً دبلوماسياً، قال لـ «القبس»: إن «وضع إيران اليوم صعب للغاية، لكونها لا تملك الأدوات اللازمة لمحاولة تغيير المعادلة قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات.. ولا يبقى أمام الجانب الإيراني إلا التفاوض، وهم ينتظرون إيجاد المخرج الملائم الذي يحفظ ماء الوجه}، وقال مصدر مطّلع على ما يدور في أروقة صنع القرار في إيران لـ «القبس» إن الطرح الإيراني بتوقيع اتفاقية عدم اعتداء مع عدد من دول مجلس التعاون يعكس واقعيّة سياسيّة، وهدفه في الأساس فتح قنوات للتفاوض، تمهيداً للتراجع عن المواقف الحادّة لطرفَي الأزمة. ويضيف المصدر: إن أولويّة إيران الحالية هي ضمان عودة تصدير النفط، مقابل إبداء الاستعداد لمناقشة الوضع في سوريا، والاعتراف بالنفوذ الأميركي هناك، فضلا عن بحث الإشكالية المتعلِّقة بالبرنامج الصاروخي البالستي.