لشهور وسنوات كان الحوثيون يختبرون حلم المملكة العربية السعودية وصبرها، حاولوا التسلل إلى بلادنا قبل بضع سنوات وتم دحرهم فانكفأوا، ثم قدموا أنفسهم باعتبارهم حزباً سياسياً فقلنا ليكن لهم ذلك وليحتكموا هم وغيرهم من أبناء اليمن إلى الحوار وإلى الديمقراطية ولن يجدوا من المملكة وشعبها إلا الحب والسند، وعندما وصل الحوار اليمني الوطني إلى نهايته وظهرت مخرجاته التى توافق عليها اليمنيون باركت المملكة تلك النتائج، وتركت لليمنيين أن يستكملوا مسيرتهم ويكتبوا دستورهم ويجروا انتخاباتهم البرلمانية والرئاسية بطريقة حضارية تبرز للعالم أجمع نموذجين فريدين، الأول هو حكمة اليمنيين وقدرتهم على التفاهم وتبادل التنازلات واستبدال دوي الكلمات بأزيز الرصاص، والثاني هو دور الرعاية الأخوية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في الوساطة الإيجابية والتحفيز وابتكار الحلول. لم يقتنع الحوثيون بتلك النتائج حتى وإن كانت قد أعطتهم أكثر من حجمهم، وذهبوا يستقوون بمراكز الفتنة، ويستغلون انشغال العالم والمنطقة بأحداث سوريا والعراق وليبيا، وتمدد عصابات داعش، وظنوا أن الوقت بات ملائماً لهم للانقضاض على السلطة فبدأوا هجومهم على عمران ثم انقضاضهم على صنعاء واحتجاز الرئيس ورئيس الحكومة والوزراء، وزيّن لهم غرورهم أن يحسبوا أن في صبر المملكة عليهم ضعفاً أو انشغالاً. لو كانوا عقلاء لعرفوا أن المملكة لا يمكن أن تسمح لهذه القوة الظلامية العدوانية المتشحة برداء الطائفية البغيض والتي تتلقى أوامرها من قاسم سليماني وأشباهه أن تغرس خنجرها المسموم في خاصرة الوطن، أو أن تفرض إرادتها ورؤاها العقدية الخرافية على الشعب اليمني الذي عاش بجناحيه الزيدي والشافعي بسلام ووئام عبر مئات السنين، ولاحظوا أن اليمنيين يتحدثون عن تصنيفاتهم الدينية باعتبارها مدارس فقهية وليست فروقات طائفية. إننا في هذه الظروف الصعبة نستذكر قول الله عز وجل: «كتب عليكم القتال وهو كره لكم»، وعلينا أن نتعامل مع هذا الحدث بروح المسئولية والتواضع وإدراك أن للحرب ضحاياها سواء من أبنائنا أو من إخواننا، والله يعلم أننا لم نكن نريدها ولكننا نقول كما قال الشاعر: إذا لم يكن إلا الأسنَّة مركبا فما حيلة المضطر إلا ركوبها afcar2005@yahoo.com
مشاركة :