أمس كان الحديث عن ضعْف حضور (اللغة العربية)، والتحديات التي تواجهها في العصر الحديث، واليوم التأكيد على أنّ هناك جهودًا ومحاولات للنهوض بالعربية والدفاع عنها، ومن ذلك مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية الذي صدر القرار بإنشائه في الرياض رجب من عام 1429هـ، وإن كانت خطواته الفعلية قد بدأت مُؤخَّرًا!! ومنها أنه يُنظّم خلال الفترة المقبلة برنامج (شهر اللغة العربية في الصين)، وفيه يُقَدِّمُ المركزُ حزمة من البرامج النوعية هناك. وهنا لا شك تلك الفعالية مهمة في ميدان التعريف باللغة العربية ونشرها في العَالَم الخارجي، ولكن بما أنّ معاناة (لغة القرآن الكريم)، وما تشعر به من إحباط إنما هو من الدّاخل العربي، ومن أبنائها الناطقين بها!! فبالتالي لعل الميدان الأبرز لمركز الملك عبدالله لخدمة اللغة العربية هو حمايتها في ذلك المحيط، وتكثيف وتفعيل حضورها في الحياة اليومية؛ وهذا لن يتأتى بالمؤتمرات أو الندوات؛ بل يحتاج إلى قرارات سِيَادِيّة صَارمَة للجهات ذات العلاقة تمنع الرّكون للغات الأجنبية، وتعاقب المتجاوزين، وكذلك تفرض اللغة العربية في التعاملات الرسمية والمجتمعية، فتذكرة الطيران (مثلًا) يجب أن تكون منها نسخة، بل أصلها باللغة العربية! أيضًا، ولأن مركز الملك عبدالله يهدف إلى خدمة اللغة العربية والنهوض بها والدفاع عنها؛ فإن أفضل الوسائل التي تساعده في تحقيق أهدافه سريعًا (تصميم برامج وحقائب توعوية وتدريبية تفاعلية) من متخصصين، وترك تنفيذها لمؤسسات علمية وثقافية كالجامعات والأندية الأدبية! ثم لابد من الإفادة من الحاسوب والإنترنت في مجالات (التعليم والتدريب عن بعد)، للوصول لشرائح بعيدة وعريضة بأقصر الطرق وأقل التكاليف! أما الأهم فمحاولة غَرس حبّ اللغة العربية والانتماء لها والاعتزاز بها في نفوس الناشئة بشتى الوسائل. أخيرًا مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية ما زال يخطو خطواته الأولى، ولكن سقف الآمال المُعلّقة عليه عالٍ وكبير؛ ولاسيما أن ربّانه وقائد دفّته الخبير والصّديق النّشيط الدكتور عبدالله الوشمي! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :