لم تصمد أسواق النفط العالمية أمام التطورات المحيطة خلال الأيام الأخيرة، فكافة التوقعات ركزت على واقع ارتفاع مخزونات النفط الأمريكي، ونسب التراجع التي سجلتها أسواق النقط، بنفس الوقت الذي تصاعدت فيه التوترات الجيوسياسية على مستوى منطقة الشرق الأوسط، والتي دفعت الأسعار نحو الارتفاع.وذكر تقرير نفط الهلال الأسبوعي إلى أنه لم تتوفر المزيد من البيانات عن عمليات تخزين النفط الأمريكي التي سبقت الإعلان عن المستويات المرتفعة للمخزونات، والتي تدعمها الأسعار المتداولة، وهو ما يصب في مصلحة المستوردين.وقال التقرير الأسبوعي: إن المؤشرات الحقيقية لتراجع الأداء المالي والاقتصادي لدى الدول الصناعية الكبرى، لم تدعم زيادة المخزونات على نحو غير متوقع إلى 8.6 مليون برميل خلال الأيام القليلة الماضية، ما أدى إلى تراجع الطلب، الأمر الذي يرجح نظرية ارتفاع عمليات التخزين، وليس حدوث تباطؤ على الطلب. وأوضح تقرير نفط الهلال، أن أسواق الطلب لم تعكس مؤشرات مؤكدة على تسجيل شح على المعروض لدى الأسواق العالمية حتى اللحظة، في الوقت الذي نجحت فيه دول منطقة الشرق الأوسط في المحافظة على الإمدادات على الرغم من ارتفاع التوترات والمخاطر، فيما تواصل «أوبك» مع حلفائها بذل المزيد من الجهود؛ لفرض التوازن على أسواق النفط. يذكر هنا أن نمو الطلب العالمي على النفط خلال فترات النزاعات التجارية بين الاقتصادات الكبرى سيكون له تأثيره السلبي على منتجي النفط والغاز أكثر من تأثير هذه النزاعات على أسواق واقتصادات المستوردين؛ وبشكل خاص الاقتصادات الصناعية؛ كونها المسبب الرئيسي لتقلبات أسعار النفط وتراجعها واستمرارها دون الأسعار المستهدفة من قبل المنتجين والتي تتداول في الوقت الحالي عند مستوى 68 دولاراً للبرميل لخام برنت.وبيَّنَ تقرير نفط الهلال أن المعطيات المتوفرة تؤكد أن الأسواق قد تتجه إلى تسجيل شح على المعروض في ظل تراجع النمو على إمدادات المنافسين؛ وفي المقدمة منتجو النفط الصخري، يضاف إلى ذلك احتمالات إحجام منظمة «أوبك» عن زيادة مستويات الإنتاج.وأشار التقرير الأسبوعي إلى أن مؤشرات نمو الناتج الصناعي الصيني؛ تبدو أنها تسير بوتيرة أكبر من التوقعات وصولاً إلى 5.4 في المئة خلال الشهر الماضي، مقارنة بأعلى مستوى تم تسجيله خلال أربع سنوات ونصف، الأمر الذي يشير إلى وجود توجهات تحفيزية للاقتصاد الصيني، إضافة إلى وجود طلب إضافي يعمل على إزالة آثار ارتفاع المخزونات الأمريكية؛ وذلك ضمن النظرة الكلية لقوى العرض والطلب الإجمالية على سلعة واحدة في سوق واحد ووقت محدد.أهم الأحداث في قطاع النفط والغاز خلال الأسبوعالسعوديةوقعت شركة أرامكو السعودية على اتفاق مبدئي ضخم لشراء 5 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً من ميناء آرثر في ولاية تكساس الأمريكية، والذي يجري تطويره. ووفقاً لمؤسسة وود ماكينزي الاستشارية فإن هذه الصفقة إن تمت بشكل كامل فإنها ستكون واحدة من أكبر الصفقات التي وقع عليها في قطاع الغاز الطبيعي المسال عبر التاريخ، في حين قال غيلز فارير، مدير المؤسسة: نتوقع أن المملكة العربية السعودية ستستخدم هذه الكمية؛ بإنشاء محفظة عالمية في إطار سعيها لتصبح لاعباً أساسياً بقطاع الغاز الدولي. وقال أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو، في بيان: نرى أنه بإمكاننا أن نمتلك فرصاً كبيرة في هذا السوق وسنستمر في المضي لتحقيق شراكات استراتيجية تمكننا من تلبية الطلب العالمي المتزايد على الغاز الطبيعي المسال.الكويتقالت مصادر: إن شركة نفط الكويت تعتزم طرح مناقصة عقدين؛ لبناء مرفقين جديدين للإنتاج الجوراسي تحت رقم «JPF-6 وJPF-7»؛ وذلك خلال العام الحالي، وأضافت أنه قد وقع الاختيار على شركة بتروسيل للهندسة والاستشارات الهندية كمستشار الهندسة والتصميم للمشروعين. وكانت شركة نفط الكويت قد أرسلت إلى الجهاز المركزي للمناقصات العامة خلال الأسبوع الماضي مستندات مناقصة للمرفقين «JPF-4 وJPF-5» للإنتاج الجوراسي، وبموجب شروط العقود المتعلقة بالمرفقين آنفي الذكر، وقالت المجلة إنه سيكون لدى الشركات التي ترسو عليها المناقصة فترة 22 شهراً؛ لتنفيذ المشروع ومن ثم الالتزام بتشغيله وصيانته لمدة 5 سنوات، ومن شأن المشروعين معاً أن يخلقا طاقة إنتاجية تبلغ 50 ألف برميل يومياً من النفط و150 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز يومياً.من جهة ثانية، تقوم مؤسسة البترول الكويتية حالياً بوضع اللمسات الأخيرة لدمج الشركة الكويتية لنفط الخليج مع شركة نفط الكويت وشركة البترول العالمية؛ بحيث يتم إسناد عمليات الوفرة المشتركة إلى شركة نفط الكويت وتكون تحت إدارة مديرية غرب الكويت، فيما يتم إسناد عمليات الخفجي إلى شركة البترول العالمية. وتوقعت المصادر أن يصدر قرار الدمج في شهر ديسمبر/كانون الأول 2019؛ بحيث تتم التجربة على نموذج شركة «نفط الخليج» كمرحلة أولى، فيما سيتم تعميم الدمج على الشركات المنضوية تحت مؤسسة البترول الكويتية بعد عام من دمج نفط الخليج.
مشاركة :