لقد بات كل من يعيش في أصقاع الأرض يعرف تماماً النهج الإيراني المعادي للعرب؛ لا سيما الدول الخليجية منها؛ فضلاً عن طرقها ووسائلها المتنوعة لزعزعة الأمن والاستقرار في تلك الدول بصفة خاصة وفي أنحاء متفرقة من العالم بصفة عامةً؛ لأجل تشييع ما استطاعت من شعوبها بما يقتضيه معتقدها الديني الشيعي الباطل ولأجل تحقيق ما تحلم به تحت طائلة الإمبراطورية الفارسية والتي انتهت إلى غير رجعة بعد أن دعا عليها النبي صلى الله عليه وسلم وقتما قام قائدها كسرى بتمزيق خطابه المرسل إليه لهدف دعوته للدخول في الإسلام، تلكمُ هي إيران والتي أجمع مفكرون عالميون ومحللون سياسيون على أنها دولة مارقة وأن قادتها دكتاتوريون وفاسدون أينما يتوجهون لا يأتون بخير، فيما اعتبرها آخرون بأنها دولة لا يُؤمن مكرها أبدا طالما مبادئها تخالف تعاليم الإسلام والذي يصون النفس البشرية ويحفظ كرامتها ويُحّرم بالمقابل كل صور التخريب والتدمير وقتل الأنفس البريئة، ولعل ما تعرضت له لبنان والشام واليمن بواسطة الحوثيين من فوضى عارمة وسلب ونهب واضطهاد وقتل وكذلك بلادنا السعودية لاسيما في مواسم الحج لما يزيد على أربعة عقود والتي منها محاولة البعض من حجاجها للقيام بتفجير المسجد الحرام بمكة المكرمة عام 1406هـ، ومحاولتهم اليائسة في اقتحام المسجد الحرام عام 1407هـ وفي حوزتهم سكاكين وخناجر مخفية تحت ملابسهم لهدف القيام بمبايعة الخميني زعيماً لعموم المسلمين والتي راح ضحيتها 402 حاج، وقيامهم أيضاً بتفجير عبوات ناسفة في مكة المكرمة عام 1409هـ راح ضحيتها عدد من الحجاج الباكستانيين، وقيامهم بإطلاق الغاز السام في نفق المعيصم يوم العيد عام 1410هـ راح ضحيته خمسة آلاف حاج، وكذلك ما حدث في مشعر منى قبل بضعة سنوات من تزاحم مُفتعل واستخدامهم لغازات سامة قتل بسببه مئات الحجاج، وتأجيجهم للطائفية الشيعية بمحافظة القطيف من وقت لآخر ودعمهم المنقطع النظير للجماعات الإرهابية والميليشيات الحوثيين في اليمن والذين تمكنوا بمساعدتهم من اختراق الأجواء السعودية ووصلوا عبر صواريخهم البالستية وطائراتهم بدون طيار، وزوارقهم المفخخة لاستهداف مناطق مهمة وحساسة واستراتيجية داخل المملكة وفي مياهها الإقليمية إلا خير شاهد لأيديولوجيتها الدنيئة والحقيرة والمثيرة للفتن والقلاقل والتوترات الإقليمية والدولية متجاوزين بذلك كل القوانين والأنظمة والأعراف الدولية وحقوق الإنسان واحترام الجيرة على الرغم من توقيعها على معاهدات دولية وتعهدات من خلال قمم إسلامية والتي منها القمة الإسلامية الثانية التي انعقدت في لاهور بباكستان عام 1394هـ والمتضمنة احترام استقلالية كل دولة، وسلامة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والعمل على حل ما قد ينشأ فيما بينها من خلاف بالوسائل السلمية وبروح الأخوة، ومع هذا رمت كل ما وقعت عليه وتعهدت به عرض الحائط، وبالتالي لا غرابة وهي تقوم بمثل هذه الأفعال الشنيعة والمشينة. علماً بأن ما تقوم به المملكة العربية السعودية في اليمن وبتحالف وثيق مع عدد من الدول العربية والإسلامية هو من ناتج اهتمامها وحرصها ودعماً لاستعادة حكومتها الشرعية أملاً في تحقيق الأمن والاستقرار في ربوعها لينعم مواطنوها بخيراتها من ناحية، وللدفاع عن هذا الوطن طالما الحوثيين قد أضلوا السبيل وأخذوا يواصلون هجومهم المستمر على حدودها ليل نهار من ناحية ثانية. أما بخصوص الحرمين الشريفين واللذان تتخذ منهما إيران شماعة أو ذريعة لتمرير ما قد تحلم به كما أسلفنا واتهامها المملكة بالتقصير وعدم مقدرتها في إدارة الحجاج والمعتمرين والزائرين القادمين إليها من كل فج عميق لأداء نسكهم، فهذا محض افتراء ومخالف تماماً لما يتم على أرض الواقع جملة وتفصيلا، وهناك من يشهد بذلك من الحجاج المنصفين والشرفاء عوضاً عن عدسات الكاميرات والفضائيات وهي تنقل لكافة أنحاء العالم الصور الحية والمباشرة لما ينعم به جميع حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزائرين بمختلف جنسياتهم ولغاتهم وألوانهم من اهتمام بالغ ورعاية تامة وخدمات إرشادية وتوعوية ورعاية صحية وإسعافية ونظافة عامة وتوفير مياه الشرب لهم على مدار الساعة وبالمجان لأجل تمكينهم من أداء نسكهم بكل يسر وراحة بال واطمئنان، فمجهودات هذه الدولة السنية تجاه الحرمين الشريفين عظيمة للغاية، ودعمها المالي لهما لا حدود له ليس من قبيل المباهاة والتفاخر وإنما من باب كونها تشرفت بخدمة هذين الحرمين الشريفين وتحملت أمانتهما منذ تأسيسها بالإضافة لأدوار أخرى لخدمة الإسلام والمسلمين أينما كانوا والمساهمة في حل قضاياهم المصيرية ومساعدتهم مادياً ومعنوياً وتعزيز وحدتهم وترابطهم وحثهم على التعاون الذي يجلب لهم الخير في إطار من الاعتدال والوسطية ونبذ التطرف والغلو ومحاربة الإرهاب بكافة صوره ومعاوله التخريبية كما أكد عليه المؤتمرون من خلال القمم التي انعقدت بمكة المكرمة يوم الخميس الموافق 25/9/ 1440هـ برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله، وبحضور معظم قادة وممثلين الدول العربية والإسلامية عوضاً عن مساعداتها الإنسانية لمجتمعات غير مسلمة بصورة مباشرة أو عن طريق هيئات ومنظمات دولية معنية بذلك، فلو أرادت إيران أن تقارن نفسها بما قدمته بلادنا لكافة الشعوب الإسلامية وغيرهم ممن يدينون بديانات أخرى من خدمات ومساعدات ومناصرة، فلن تجد ما تقارن به أو تفتخر به على الإطلاق سوى السعي في الأرض فسادا فهي لم تقدم شيئاً لخدمة الإسلام والمسلمين أو تقوم ببناء مراكز إسلامية أو مساجد يذكر فيها اسم الله على الأقل ببلادها سوى الكنائس المنتشرة في معظم مناطقهم، أو تقدم مساعدات لمحتاجين تقطعت بهم السبل من ناتج سيول أو فيضانات أو كوارث طبيعية أو تساهم في إصلاح ذات البين بين أطراف متعادية في أي مكان من العالم.. أو ترحم حتى مواطنيها في أهوازها والذين ما فتئوا يلاقون أشد العذاب والتنكيل والقتل لمجرد أنهم ينتمون لسلالة عربية ويخالفوها في اللغة واللباس والعادات والتقاليد.. أو تقوم بتحصين شبابها من خطر المخدرات والتي جعلت منها وسيلة لإضعاف طاقاتهم للحيلولة دون تمردهم على سلطتها بينما الإسلام حرم مثل هذا الصنيع أليس كذلك يا قادة إيران! مؤكدين لكم في الختام بأن بلادنا ستظل شامخة وقوية وعظيمة طالما مرتكزها ومنطلقها دين الله الإسلام القويم، وأنها بقدر ما تملك شعب أبي ومخلص ووفي ولا يهاب الموت بقدر ما تملك أيضاً عتاد وأسلحة وتكتيكات عسكرية وتقنيات متطورة تمكنها وبحول الله وقوته من التصدي لكل عابث ومعادٍ وأفاك أثيم، فهي نار تلظى لا يصلها إلا الأشقى أو من به نقص في العقل والبصيرة، وهذا ما أثبته التاريخ على امتداد قرن وعقدين من الزمان حينما تصدت لكثير من الأعمال الإجرامية والإرهابية وقضت عليها في أوكارها، لتظل دائماً في أمن واستقرار ورغد عيش قال تعالى (نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر).
مشاركة :