عبد الفتاح بن أحمد الريس يكتب لبرق: اليوم الوطني يُذكرنا بملحمة تاريخية رائدة

  • 9/15/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لم تكن بلادنا المترامية الأطراف قبل توحيدها عام 1351هـ سوى فلاة شاسعة أشبه ما تكون بقارة يتبعثر على أديمها أناس من قبائل شتى يعايشون البؤس والفقر والجهل والفوضى والتناحر وعدم الاستقرار وكثير من الأمراض والأوبئة بمختلف صورها وأنواعها، ولما أراد الله لها ولمجتمعها خيراً قيض لها من يُحولها وينقلها من شظف ومآسي ومنغصات تلكم الحياة إلى أمن واستقرار ورغد عيش، وذلك على يد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه القائد المُلهم والسياسي المحنك بالفطرة الذي استطاع وبكل ما يملكه من إرادة وعزيمة وتصميم وشجاعة وإيمان قوي بالله تعالى وحسن نية في المقصد والهدف والمصير والتوجه السليم الذي ملأ شغاف قلبه ونوّر فكره وبصيرته من تحقيق هذه الغاية النبيلة لتوحيد هذه البلاد فضلاً عن توحيد القلوب من خلال ملحمة تاريخية رائدة وبطولات تترا قادها بنفسه ستظل محفورة بماء الذهب على جبين الزمان، فما أروعها من ملحمة عظيمة وجلية نُذّكر بها أنفسنا في كل عام ونُحدّث بها أبناؤنا وبناتنا جيلاً بعد جيل لكي يقفوا على حقيقة ما كان عليه آباؤهم وأجدادهم في ماضي عهدهم، وكم هو جميل أن نفتخر ونعتز من زاوية أخرى بما تحقق لهذا الوطن المبارك على يد مؤسسه وموحده الملك عبد العزيز وأبنائه البررة المخلصين من بعده من منجزات ومشاريع جبارة في مختلف مجالات الحياة، وعلى كافة الأصعدة المحلية والأقليمية والدولية، ولكي يكتمل هذا العقد التاريخي الفريد من نوعه ويستمر، فإنه ما أحوجنا مع هذه المشاعر الفياضة إلى تجسيد كل ما من شأنه خدمة هذا الوطن والذود عنه بكل ما أوتينا من قوة ومنعة، وذلك من خلال الحرص التام والاهتمام البالغ على تلقي العلوم النافعة والعمل الجاد المخلص فضلاً عن الحكمة والرأي السديد المنبثق من روح العقيدة الإسلامية وغير ذلك من الوسائل الأخرى التي تساهم في المحافظة على أمن واستقرار ومهابة وقدسية هذا الوطن وما يجود به من مقومات ومقدرات وإمكانات مُتنوعة لكي يبقى حراً أبياً عليّ المجد والبنيان، وشامخاً بين سائر الأوطان.. نستلهم من ماضيه التليد العظة والدروس ونغرف من معين قيمه الأصلية النقية ما يُهيئ لنا سبل التطور والتقدم الحضاري المتناغم الذي تطمح مجتمعات الأرض للنيل منه لنجعل من يومنا الوطني الذي نعايش فرحته مع إشراقة هذا اليوم وللعام التاسع والثمانون عملا دؤوباً ومخلصاً ننثره على محيا هذا الوطن الكريم المعطاء حباً وإجلالاً وتقديراً في إطار من الأمانة وتحمل المسؤولية والتعاون المثمر.. حفظ الله وطننا من كل سوء ومكروه، وجعلنا جميعاً أفراداً وجماعات ومؤسسات أمناء ومخلصين وسنداً وعوناً لقيادتنا الرشيدة المباركة كيفما كانت الأحوال والظروف، ودام الله عزك يا وطن.                                              عبد الفتاح بن أحمد الريس                                       عضو جمعية الثقافة والفنون بمنطقة تبوك

مشاركة :