الشرم لـ"الحياة": العلاج المناعي غيّر خريطة علاجات الأورام

  • 6/3/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أكد المدير الطبي لمركز الاورام الشامل في مدينة الملك فهد الطبية الدكتور عبدالله الشرم، أن السنوات العشر الماضية شهدت تطوراً كبيراً في أبحاث علاج الأورام من العلاج الكيماوي التقليدي، إلى علاجات أشد فتكا بالخلايا السرطانية، وتعتمد بشكل كبير على استهداف مستقبلات نشطة في الأورام تؤدي بشكل كبير إلى تثبيطه والتحكم به. وأوضح الشرم لـ"الحياة"، أن من أهم هذه الاكتشافات التي غيرت بشكل كبير من خارطة استراتيجية العلاجات المقدمة للأورام، العلاج المناعي، وهو علاج قائم بالأساس على تنشيط النظام المناعي للمريض وفق تثبيط بعض المستقبلات، ما يؤدي إلى أن يقوم النظام المناعي للمريض نفسه بمهاجمة الخلايا السرطانية والقضاء عليها. وأشار إلى أنه في السابق استخدم العلاج المناعي العام بشكل محدود في العلاجات المعتمدة لمعالجة الأورام، حيث كان يتم حقن المرضى بمزيج معين من سموم البكتيريا مباشرة في الأورام، ولكن النتائج الطبية وقتها لم تكن مشجعه بشكل كبير، ناهيك عن الأعراض الجانبية التي كانت تسبب مشكلات عده لمستخدميها. وهنا نص الحوار: • ما الأعرلض الجانبية للعلاج المناعي؟ - تتميز الآثار الجانبية للعلاج المناعي الحديثة بان آثارها أقل بكثير جداً من العلاج الكيماوي في المجمل، فالآثار الجانبية للعلاج المناعي ترتبط بزيادة نشاط الجهاز المناعي على عكس العلاج الكيماوي الذي يهاجم خلايا السرطان وخلايا الجسم الأخرى. وتختلف الأعراض الجانبية حسب نوع العلاج المناعي المقدم له، ومن مريض إلى آخر، ولكن يمكن القول أن الأعراض الجانبية الأكثر شيوعاً تتعلق بالتهاب الجلد والحكة والاحمرار وتقرحات في الفم وآلام في الصدر وضيق في التنفس والسعال، كما يمكن أن يشعر المريض بغثيان وفقدان للشهية وأعراض الحمى والزكام، وقد يصيب الأشخاص بعض الأعراض الجانبية المتعلقة باضطرابات الهرمونات وغيرها من الأعراض التي تشعرك بعدم الارتياح. • ما أنواع السرطانات التي يستخدم فيه العلاج المناعي؟ - أثبتت الأنواع الجديدة من العلاجات المناعية المعروفة اليوم باسم العلاجات المناعية لداء السرطان، نجاحها في علاج بعض أنواع السرطان منها على سبيل المثال لا الحصر: داء سرطان الجلد، سرطان الرئة، سرطان الرأس والعنق، سرطان الإحليل المتقدم والمثانة واورام الكلى، إضافة إلى سرطان ليمفوما هودجكين الكلاسيكية، وتم اعتمادها كعلاجات جيدة وفعالة لهذه الأنواع من السرطانات. وعمليات التطوير لاتزال مستمرة على أمل أن يتم تطبيق هذه العلاجات على أنواع أخرى من السرطانات. • ما نسبة الشفاء وكيف يمكن الحصول على نتائج شفاء عالية باعتماد هذه الطريقة؟ - يصعب تقييم توقيت استجابة المريض للعلاج المناعي بالنسبة لمريض ما، لأن هذا العلاج لا يهاجم السرطان بشكل مباشر، فالعلاج يحفز الجهاز المناعي للمريض وننتظر النتائج، وقد تسوء حال المريض في الفترة الأولي من العلاج قبل أن نرى تحسناً في النتائج، وقد لاحظنا أن معظم الأشخاص الذي تلقوا العلاج لم يستجيبوا بسرعة بل استغرق الأمر بعض الوقت، ويحتاجون إلى أخذ عدد من الجرعات قبل تحسن وضعهم. ولكن عموماً يمكن القول إن متوسط وقت استجابة المرضى للعلاج تراوح ما بين 4 إلى 6 اسابيع، وفي حال استجاب المريض للعلاج المناعي فإن نسبة التحكم في الورم تكون كبيرة، وقد يختفي السرطان ولا تظهر أية آثار له، وهذه الاستجابة تكون استجابة كلية. • هل بات هذا العلاج مطبقاً على نطاق واسع في المملكة؟ - هناك العديد من الجهات في المملكة شرعت باستخدام العلاج المناعي على نطاق واسع بعد أن أثبت فعاليته في علاج بعض الأورام السرطانية، وتجنب العلاج الكيماوي نظراً لآثاره الجانبية المزعجة على خلايا الجسم الأخرى. وأثبتت النتائج السريرية والتجارب والأبحاث كفاءة هذه الطريقة في العلاج وهذا يبشر بمستقبل واعد وآملاً جديداً لمرضى السرطان ليس في المملكة وحسب وإنما في جميع أنحاء العالم. • ما أبرز التحديات التي يمكن أن تواجه تطبيق هذا العلاج على نطاق واسع في المملكة؟ - تتمثل تحديات العلاج المناعي عموماً في أنه محدود الطيف العلاجي، فهو يحقق نتائج فعالة في بعض السرطانات وليس جميعاها، وهناك تجارب مستمرة لتوسيع طيف العلاج إلى أنواع أخرى من السرطان، كما ان الكلفة العلاجية مرتفعة مقارنة بالعلاجات الكيماوية، ولا ننسى أن هذه العلاجات حديثه وتحتاج بعض الوقت لاكساب أطباء الأورام الخبرة اللازمة في كيفية التعامل مع بعض الآثار الجانبية النادرة.

مشاركة :