قال الناقد الدكتور يسري عبدالله، أستاذ الأدب والنقد الحديث بجامعة حلوان: إن الدولة المصرية تواجة بقلبها الصلب من قواتها المسلحة والشرطة الإرهاب ببسالة نادرة، وعلى الرغم من هذا الألم الذي يعتصر نفوسنا نحن المصريين جراء الحادث الإرهابي الأخير، فإن التضحيات التي يقدمها جنودنا البواسل كانت أقوى من الموت، وأبلغ من الرصاص، وفي قلب الملحمة لم يكن هناك سوى الشجعان، وفي متن المعركة تتواتر البطولات، ويصبح الوطن مرجعا وقبلة. ومن ثم سيبدو عصيا على فهم المزايدين، وكثير من محللي الميديا، وأذناب التحالف بين الفساد والرجعية، والمتورطين في وحل العلاقة بين بعض القوى الكبرى وصناعة التخلف في عالمنا العربي، أن يستوعبوا كل تلك الشجاعة التي تبديها قواتنا الباسلة في مواجهة عصابات الكهوف والرجعية والإرهاب. وأضاف عبدالله في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، السبت: أنه لمن المخزي حقا أن نجد خطابات نظرية تناصر التطرف، وتقلل مما يفعله الجيش المصري العظيم، وتحاول النيل من عزيمة رجاله، وإنه لا شك عندي أن أصحاب هذه الخطابات ليسوا أكثر من متثاقفين، يرون العالم من منظورهم الضيق، يرتبطون بخطابات اليمين الديني بدرجة أو بأخرى، حتى وهم يعلنون تصورات يسارية راديكالية من وجهة نظرهم فإنهم في الحقيقة لا يقدمون سوى رطان فارغ لا يغادر الحلوق. وإنه لمشكلة حقيقية أن تتآكل نخبة كان يجب أن تمثل قاطرة للتقدم، وعونا على قراءة اللحظة والتعاطي الناجع معها.وتابع: أن الوعي الماضوي الذي يسكن أمثال هؤلاء المتثاقفين، والتصور الجاهز عن العالم، والخضوع للآلة الجهنمية لقطاعات في الميديا الغربية تخدم قوى الاستعمار الجديد ووكلاءه في منطقة الشرق الأوسط، كل هذا يدفع باتجاه ضرورة النقد الموضوعي لكل الخطابات المطروحة، فليس ثمة لحظة للفرز أكثر من لحظتنا هذه، أما الميوعة والمواقف الرجراجة التي تضع قدما في المواجهة الشاملة ضد الإرهاب، وقدما آخر ضدها، فإنها في الحقيقة لا تخدم سوى أصحابها من المرتبطين بأجندة التحالف بين الرجعية والاستعمار الجديد، وهي أجندة تخضع بامتياز لثقافة من الذي يدفع للزمار.وأشار إلى أنه تمتد سنوات الفرز في المحروسة لتحمل عناقيد من لآلئ وغضب، فمصر التي شهدت جملة من التحولات الدرامية منذ السبعينيات وحتى الآن، قادرة دوما على الحلم والمقاومة، مرفوعة الرأس، عالية الجبين. وليس ذلك غريبا على وطن يسع العالم، يعتمد في بنيته الإنسانية على جين حضاري متعدد الجذور، عابر لمكونات الهوية الضيقة، معتمدا على قيم التسامح والنبل والتقدم، وإرادة القوة.
مشاركة :