قال الناقد الدكتور يسري عبدالله، خلال مناقشة رواية السايكلوب للكاتب إبراهيم عبدالمجيد: ثمة جدل بين السياسي والجمالي في رواية السايكلوب ليس من منظور أيديولوجي زاعق ولكن من منظور اللعب الفني مع التحولات ومآلاتها وتحديدا الإشارات المتواترة إلى السبعينيات.وأضاف عبدالله خلال الندوة النقدية لمناقشة الرواية في مكتبة خالد محيي الدين بحزب التجمع الوطني بوسط البلد: تبدو لعبة الموتى والأحياء والأشباح والحقيقيين والوجود والعدم، إحالة على سياق مستقر من أدبيات الكتابة في العالم، فيمكنك أن تستدعي أشباح شكسبير وشخصيات برانديللو التي تبحث عن مؤلف لكن ثمة خصوصية جمالية هنا في الكتابة لدى إبراهيم عبدالمجيد في الاتكاء على تراث الكتابة المشرقية فيما يتصل بعوالم الأشباح والعفاريت وفكرة الخلق الكتابي المستمدة من تصورات العرب حول فكرتي الوحي والإلهام الشعري وبما يحيلك إلى وادي عبقر الذي تعاطت معه المخيلة العربية القديمة بوصفه معينا لا ينضب للشعر والإلهام به.وأكمل عبدالله: تتردد صدى هذه المقولات بأكثر من صيغة داخل الرواية وفي مفتتحها تحديدا حيث استنهاض تلك القدرة الفريدة على الحلم والمعنى والتخييل لدى الكاتب، وبما يتسق مع جملة التصورات الفكرية والجمالية الحاكمة لنظرة عبدالمجيد نفسه للكتابة ويمكنك أن تراجع في هذا السياق مؤلفه المهم ما وراء الكتابة.