نافذة المعرفة النفطية

  • 6/10/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قال الله عز وجل في محكم تنزيله في الآية رقم 98 من سورة الأنعام «وهو الذي انشأكم من نفس واحدة، فمستقر ومستودع». وجاء في التفاسير أن المستقر هو ما يصل إلى حالة الثبات ويستمر عليها، أما المستودع فهو ما يودعه الإنسان للاستخدام في وقت آخر. عندما خلق الله الأرض وضع فيها كل ما يمكن الإنسان من أن يعمرها، فكان النفط من بين هذه المواد التي أنزلها الله سبحانه وتعالى، ومعنى ذلك أن النفط من خلال تكوينه قد مر بالمستقر وبالمستودع، كما جاء في هذه السورة. وقد ثبت لعلماء النفط والجيولوجيا أن النفط عندما تشكل في الأزمنة الجيولوجية أخذ يهاجر من مكان إلى آخر حتى توقف مضطرا بسبب اصطدامه في عوارض طبيعية مثل الفوالق والكسور في الطبقات وانحناءات الطيات التي تشكل له مأوى يمكث فيه مستقرا لملايين ومئات الآلاف من السنوات. وعندما يتمكن الإنسان من الوصول إلى المكامن النفطية بطريقة «الحفر» فإن هذه المكامن التي تعيش حالة الاستقرار سيندفع النفط الذي فيها إلى المستودع. هنا نقف تعظيما لهذا الكتاب ألا وهو القرآن، الذي انزله الله للبشر وما فيه من معجزات. المكامن النفطية كما البشر، يمكن توصيفها وتوصيف حياتها ومماتها كما نتحدث عن حياة البشر، فهي تحيا وتموت، تقوى وتضعف، تزدهر وتنضب، تنشط وتمرض، وإذا تم الاعتناء بها طال أجلها وكثر خيرها، وإذا وجدت جهلا وإهمالا، قل نشاطها وضعفت بركتها. المكامن النفطية تصيبها أمراض كما يحدث للإنسان تماما، هذه الأمراض تؤثر على أدائها، ويمكن تصنيفها الى فئتين، الأولى: خلقية، منذ التكوين في المستقر، وهي مثلا أن تكون الفراغات الموجودة بين الصخور صغيرة وقليلة، كما هو الحال في النفط الصخري، وهذا الأمر سيؤثر على إنتاجية المكمن وحجم استخراج النفط مستقبلا. الثانية: الأمراض المرتبطة بوجود شوائب وبقايا مواد وصخور تتفاعل مع غازات حمضية مما يؤدي إلى تآكل المعدات والأنابيب المستخدمة للإنتاج. نحن نؤمن بأنه ما أنزل الله من داء إلا وله دواء، فقد هدى الله الإنسان لعمارة الأرض وحسن استغلال ثرواتها الطبيعية، وهداه إلى الوصول إلى إيجاد الأدوية المناسبة لهذه الأمراض. إن الصناعة النفطية سابقت الزمن في إيجاد الأدوية المطلوبة ومازالت تنجز الكثير من خلال تقنيات حديثة لا تنقطع.

مشاركة :