في أحد أيام الغزو العراقي الغاشم للكويت كنت موجوداً بأحد بيوت منطقة الخالدية، وبالتحديد في بيت أسرة الأمير، حينها التقيت الشيخ الراحل ناصر صباح الأحمد الصباح، رحمة الله عليه، وأسرته. كانت هذه هي المرة الأولى التي التقي فيها الشيخ ناصر. دار الحديث عن المقاومة، ودورها في صد العدوان الغاشم، وكيف يمكن حماية أهل الكويت. شاهدت جلياً علامات الفداء والتضحية للوطن على وجوه الأسرة؛ رجالاً ونساءً، ودارت رحى الأحداث، لتجمعني مع الشيخ ناصر مرة أخرى في عام 1992 بمدينة دالاس بولاية تكساس الأميركية، حيث أقامت حرم الشيخ ناصر دار الآثار الإسلامية التي تجمع آثارا إسلامية ترتبط بالثقافات العالمية. كان اهتمام بوعبدالله بهذه القيم الإسلامية ليس له مثيل، وحرص على نشرها على مستوى العالم، وهذا ليس بغريب على الشيخ ناصر، رحمه الله، فقد اعتنى أشد العناية بأسرته، فكان حقا صادقا مع شعبه، فصدقه شعبه. شهدنا افتتاح دار الآثار الإسلامية، وكان الذي افتتحها هو وزير خارجية في الولايات المتحدة الأميركية الأسبق السيد جيمس بيكر، كما شهدنا حفاوة التقدير والإعجاب الشديد من الحضور للدار ومحتوياتها، مما حقق نجاحاً عظيماً للحفل بأسره. لن أنسى اللقاءات الخمسة التي خصني بها الشيخ ناصر، رحمه الله، لحواره معي بشأن المبادرة، لشرح مبادرتنا (الكويت عاصمة النفط في العالم)، فقد كان، رحمه الله، منصتاً وملماً بالموضوع، حتى إذا بدأ الحديث وجدته مُحقاً في طرحه. كان بوعبدالله صادقا معنا، فقد انتهز الشيخ ناصر وجود رئيس وزراء المملكة المتحدة لتقديم خطة للكويت، فطلب منه أن يبدي رأيه في مبادرتنا، وكلف مدير مكتب توني بلير الاستشاري دراسة وتقييم المبادرة وقدَّم له التقرير الذي يبين مدى إعجابه بالمبادرة. كان الشيخ ناصر صباح الأحمد ابناً للأسرة الحاكمة، وابناً للشعب الكويتي، نسأل الله له الرحمة والمغفرة، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، ويعفو عنه، ولا حول ولا قوة إلا بالله. نرفع لمقام حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الصباح، وولي عهده الأمين سمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح، ولأسرة المرحوم، العزاء الصادق، وندعو الله أن يسكنه واسع جناته.
مشاركة :