«العصيان» يشل الحياة «جزئياً» في الخرطوم

  • 6/10/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

عم العصيان المدني المفتوح الذي دعت له قوى الحراك الشعبي والمعارضة في العاصمة السودانية الخرطوم والولايات أمس، وشل أوجه الحياة المختلفة بها جزئياً، حيث بدت الشوارع خالية والمحال مغلقة. ورغم إعلان قوى الحراك الشعبي والمعارضة عن نجاح كبير للعصيان المدني في أول أيامه، وأن رهانهم على التصعيد كبير، إلا أن مواطنين سودانيين قالوا لـ«الاتحاد» إن «الأوضاع في البلد لا تحتمل»، وإن الأوضاع المعيشية للغالبية العظمى من المواطنين صعبة، ولن تسمح بدخولهم في عصيان إلى ما لا نهاية، فيما قال مواطنون آخرون إن «الوضع الأمني غير مطمئن على الإطلاق». وقالت مصادر أخرى إن الوقت ما زال مبكراً لتقييم الإضراب نسبة لأن نصف سكان الخرطوم يمضون إجازة العيد بقراهم في الولايات البعيدة، وعليه فإن الحركة في العاصمة تظل خفيفة إلا أن المؤكد أن كل الخدمات الأساسية تعمل بصورة عادية بنسبة 100% . وتشمل هذه المرافق مكاتب بيع إمداد الكهرباء وبنك السودان المركزي ، وعدد من البنوك الأخرى ومطار الخرطوم الذي يعمل بصورة طبيعية عدا إرجاء بعض الرحلات. كذلك يشهد السوق الشعبي بالخرطوم حركة عادية بينما تعمل محطات الوقود بصورة طبيعية وكذلك الميناء البري بالخرطوم (محطة حافلات السفريات الداخلية)، وأيضاً تعمل البقالات في الأحياء السكنية. وتأثرت حركة المواطنين بإقفال الشوارع داخل الأحياء خاصة في أم درمان وحي كوبر والخرطوم بحري، وقد ساعد ذلك في بقاء كثير من المواطنين في منازلهم ودعم الإضراب رغماً عنهم. ويعزى إقفال المحلات التجارية وتغيب المواطنين عن أعمالهم إلى المتاريس (الحواجز) التي أغلقت الشوارع في الأحياء وعطلت مسيرة الحافلات (المواصلات). وقال شاهد عيان لوكالة (فرانس برس): «هناك حواجز على جميع الطرق الداخلية تقريباً ويحاول المحتجون إقناع السكان بالامتناع عن الذهاب إلى العمل». لكن شرطة مكافحة الشغب تدخلت سريعاً فأطلقت النار في الهواء والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين قبل إزالة الحواجز المرتجلة. وأضافت الوكالة: «أغلق الحي التجاري وسط العاصمة بمعظمه بينما توقفت الحافلات عن التوجه إلى عدة أحياء. إلا أن السيارات الخاصة واصلت نقل الركاب في بعض المناطق. وفي مدينة أم درمان المجاورة على الضفة المقابلة من نهر النيل، بقي الكثير من المتاجر والأسواق مغلقاً»، لكن السكان شوهدوا في بعض المتاجر يشترون منتجات أساسية، طبقاً للوكالة. وقال أحد الشهود «رأينا الجنود يزيلون الحواجز من بعض الشوارع في أم درمان». وفي تقرير ميداني نقلت وكالة (رويترز) للأنباء عن شهود قولهم إن شوارع العاصمة الخرطوم بدت خالية إلى حد بعيد. وأضافت الوكالة: «مع بداية أسبوع العمل في السودان صباح أمس الأحد، تسنت رؤية القليل من المارة أو العربات في الشوارع. وكانت وسائل النقل العام تعمل بالكاد كما أغلقت معظم البنوك التجارية والشركات الخاصة والأسواق». وتابعت: وفي مطار الخرطوم، حيث لا يعمل سوى القليل جداً من الرحلات، تكدس المسافرون في صالة السفر. وأغلقت معظم مكاتب السفريات بسبب انقطاع الإنترنت كما ارتفعت أسعار التذاكر. وفى غضون ذلك نظم السودانيون في المهجر مظاهرات لدعم الثورة السودانية، ففى لندن اجتمع تحالف القوى السياسية السودانية المعارضة مع المبعوث البريطاني الخاص بالسودان، وقالت مصادر حضرت الاجتماع لـ«الاتحاد» إن المبعوث بدأ حديثه بإدانة مجزرة فض الاعتصام، وباستعراض الجهود التي تقوم بها بلاده من أجل الضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة لحكم مدني، وأكد أن بلاده تعمل بالتعاون مع شركائها في الترويكا والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي لمواصلة هذه الضغوط، والعمل من أجل تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق لما حدث للمعتصمين، وضرورة تقديم المسؤولين عن المجزرة للمحاكمة. وطالب أعضاء تحالف المعارضة المبعوث البريطاني وحكومته بمزيد من الضغوط على المجلس العسكري ،وتوفير المجتمع الدولي الحماية للمواطنين السودانيين العزل، وتكوين لجنة دولية للتحقيق فى الجرائم التي ارتكبت منذ بداية الثورة، وإعادة خدمة الإنترنت للسودان.

مشاركة :