عاصفة الحزم تلقيح للفكر العربي!

  • 4/1/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

إزاء سرعة الأحداث غير المسؤولة ووصول التحديات الغاشمة إلى حدود بلادنا في سفه وطيش وغرور.. فقد برهن الواقع على حكمة الملك سلمان وكيف ساس وادار الازمة في هدوء وصمت بعيدا عن الضوضاء والشنشنة.. بل تمنطق بالسرية التامة ورسم استراتيجية توفرت لها كل مقومات الدعم.. الامر الذى جعلها تنطلق نحو تحقيق اهدافها في اجماع وتفاهم تام.. لتقلم أظافر الحوثيين ومن وراءهم ووضع حدا لكل الممارسات الشاذة، والتي تصدر عن نفوس مريضة هي اقرب إلى الغابوية مما أضر بالسلم الاقليمى والعالمي.. حتى ان الهاجس الأمني اصبح الشغل الشاغل للمواطن العربي والإسلامي بل السلم العالمي. أسباب دفعت السعودية لضرب الحوثيين: استعرض الكاتب البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ديفيد هيرست وهو أحد أشهر الصحفيين والكتاب في بريطانيا.. وكان قد عمل لسنوات طويلة محرراً لشؤون الشرق الأوسط في جريدة «الغارديان» البريطانية واسعة الانتشار التطورات الأخيرة والمتسارعة الجارية في اليمن حالياً.. مشيراً الى أن هناك أسبابا دفعت السعودية للتدخل العسكري المباشر في اليمن دون تردد، في الوقت الذي يؤكد أن إيران أخطأت في حساباتها وتتجه حالياً للخسارة في المنطقة. وأول هذه الأسباب أنه «لو سقطت عدن وسقط معها مضيق باب المندب.. الذي تمر من خلاله كل شحنات النفط المتجهة نحو قناة السويس.. فإن ثلاثة أرباع الجزء الأكبر كثافة من حيث السكان في اليمن سيصبح في أيدي الميليشيات المدعومة من قبل إيران.. وهذا سيشكل تهديداً مباشراً للمملكة العربية السعودية». أما السبب الثاني فهو «التبجح الذي ورد بشكل ثابت من إيران نفسها.. والتي تستمر في إنكار تقديم المال والتدريب لميليشيات الحوثي الشيعية.. بالرغم من أن كل الأدلة تفيد العكس تماماً». (انتهى كلامه) فكانت المشاورات العربية الكثيفة التي قادتها الرياض.. والتي سبقت القرار السعودي ببدء عمليات عاصفة الحزم.. حيث كانت العاصمة السعودية وجهة العديد من الزعماء العرب في الأسبوعين الأخيرين.. تزامناً مع رسائل سعودية في كل الاتجاهات بأن الرياض لن تسمح لاختراق أمنها القومي من اليمن.. أو من أية بقعة صراع أخرى في الجوار.. وفوجئ العالم بسرعة التحرك السعودي العسكري على أرض الواقع وحشد هذا الحجم من المشاركة العربية عشر دول منها جميع دول مجلس التعاون عدا عمان، بالإضافة إلى الأردن والسودان وباكستان والمغرب ومصر.. وهو أمر غير مسبوق في زمن قياسي لم يماثله في التاريخ القريب إلا حشد (عاصفة الصحراء) لتحرير الكويت العام 1991. وجاءت التلبية الفورية لتؤكد ان دور القيادة السعودية قد اثمر وأعطى نتائج ومردودا ايجابيا وأعلنت بريطانيا، فرنسا وقوفها مع شركائها في المنطقة حتى استعادة اليمن استقراره ووحدته كما أعلنت تركيا دعمها للعملية العسكرية. عاصفة الحزم تلقيح للفكر العربي ومضت الخطة الممنهجة في طريقها لا تلوي على شيء بل فاجأت العالم في فوريتها وكيف انها فجرت السكون في توقيت قياسي ضمن لها التفوق وكسر شوكة العدو وعطلت عنده قدرات كثيرة.. لقد جاءت عاصفة الحسم الذي استدعته ضرورات الحفاظ على الأمن القومي للدول الخليجية وللعرب جميعا ومنعا للتوسع الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي صالح الموالية لها المدعومة من ايران.. والتي سوف تزيد النفوذ الإيراني بما يهدد مصالح الدول العربية.. ويجعل العرب تحت رحمة الخطر الإيراني.. إن هذا التحالف أعاد للنظام العربي الموحد هيبته بعد أن كاد الشارع العربي يفقد ثقته به.. لقد اعطت عاصفة الحسم درسا لكل من تسول له نفسه ان يتعدى على حدود هذه الامة ويضر بمصالحها.

مشاركة :