بدأت القوات العراقية امس مطاردة المتطرفين بين الانقاض المنتشرة في شوارع مدينة تكريت بعد تحريرها من سيطرة تنظيم «داعش»، وسط حذر من العبوات المفخخة التي تركوها خلفهم. ووصل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي امس إلى تكريت، وذلك بعد يوم واحد من دخول القوات الأمنية إلى المدينة ورفع العلم العراقي فوق مبنى محافظة صلاح الدين. ونقل موقع «السومرية نيوز» عنه القول إنه سيتم الاتفاق مع الحكومة المحلية بصلاح الدين على الإسراع بإعادة الأسر النازحة إلى المدينة وباقي المناطق المحررة، مشيرا إلى وجود خطة مستقبلية لإعادة إعمار المحافظات المحررة. ودعا العبادي مجلس محافظة صلاح الدين إلى عقد جلسته المقبلة في تكريت، ووجه قيادة شرطة المحافظة بتسلم الملف الأمني للمدينة. وأعلن العبادي الثلاثاء أن العراق «استعان بمستشارين عسكريين إيرانيين بالرغم من الاختلاف مع إيران بشأن تدخل التحالف الدولي في معاركه ضد تنظيم «داعش»، معتبرا أن «العراق يستقطب ولا يُستقطب». وشهدت مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، احتفالات بعد ازالة راية «داعش» السوداء ورفع العلم العراقي بدلا عنها، بعد عملية عسكرية كبيرة. ورغم ذلك، مازال مصير مئات المتطرفين مجهولا ويعتقد بانه مازال هناك من يتحصن منهم داخل المدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد). واشار متحدث باسم التحالف الدولي الذي وجه ضربات جوية ضد المسلحين في تكريت بانه من السابق لاوانه ادعاء النصر في معركة مستمرة منذ عدة اشهر. وقال الميجور كيم ميكلسن لوكالة فرانس برس «ما زالت اجزاء من المدينة تحت سيطرة داعش ومازال هناك عمل يجب القيام به». من جانبه، قال بريت ماكرك مبعوث نائب الرئيس الاميركي باراك اوباما الى التحالف، ان القوات العراقية حققت «تقدما شجاعا» في تكريت. واعترف كريم النوري القيادي البارز في منظمة بدر احد ابزر الفصائل التي تقاتل في تكريت، بان تكريت لم تطهر تماما. وقال النوري ان «العديد من المباني مفخخة والقناصة مازالوا موجودين» في حي القادسية في شمالي تكريت. ونقلت مشاهد مصورة لفرانس برس، لقطات لمقاتلين يحتفلون وهم يقطعون راية سوداء وسط دمار تعرضت له المدينة. وقال بهاء عبدالله نصيف احد عناصر الشرطة «نحن وسط مدينة تكريت وتم تحرير جميع المباني الادارية». ولم يعلن عن عدد المسلحين الذين قتلوا او اصيبوا او اعتقلوا خلال المواجهات. كما لم تعلن المصادر الحكومية عن عدد الضحايا منذ بدء المواجهات في الثاني من مارس. وقامت القوات العراقية، الجيش والشرطة والحشد الشعبي ومقاتلين من ابناء عشائر سنية، بمحاصرة تكريت على مدى اسبوعين من سير العملية.وشهدت المعركة هدوءا احيانا بسبب حذر القوات الحكومية والموالية لها من تواجد القناصة والعبوات الناسفة التي زرعها مقاتلو «داعش» كوسيلة دفاعية. وكانت حكومة رئيس الوزراء نوري العبادي قد وجهت طلبا الى التحالف الذي تقوده واشنطن الذي بدأ بتقديم الدعم منذ اغسطس في مناطق متفرقة من العراق، بتوجيه ضربات جوية على تكريت. وبدأت طائرات مقاتلة اميركية في 25 مارس، تنفيذ ضربات على تكريت كما شاركت طائرات فرنسية في العملية.لكن ضربات التحالف الجوية، دفعت بعض الفصائل الشيعية التي لعبت دورا كبيرا في المعارك، الى تجميد مشاركتها في الهجوم على تكريت. وقالت وزارة الدفاع الاميركية التي كانت قلقة من الدور الذي تلعبه ايران في العملية وحلفائها، بانها اشترطت تدخلها بتولي القوات النظامية (الحكومية) قيادة العملية. لكن بعد اعطى كل من الجانبين لنفسه غطاء سياسي، شارك كلاهما في الهجوم التي نفذت هذا الاسبوع. وتم اخلاء شبه كامل لاهالي مدينة تكريت التي يسكنها حوالى 200 الف نسمة، قبل بدء العملية، ولايوجد اي مؤشر على بقاء البعض منهم خلال الايام الماضية. وبدأ الاف النازحين من اهالي محافظة صلاح الدين، حيث تقع تكريت، خلال الايام الماضية بالعودة من بغداد الى مناطق في صلاح الدين، التي تم تحريرها. لكن حجم الدمار الذي لحق بمدينة تكريت بسبب العبوات الناسفة التي فجرت فيها، قد يؤخر عودة الاهالي اليها.
مشاركة :