كبار لا يكذبون! | أ.د. سالم بن أحمد سحاب

  • 10/14/2013
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

مما يُروى من حال قريش مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ما رواه أبوسفيان بن حرب إذ أخبر أن (هرقل أرسل إليه في ركب من قريش، وكانوا تجارًا بالشام في المدة التي هادن فيها رسول الله عليه السلام أبا سفيان وكفار قريش، فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعا ترجمانه، فقال: قل لهم أيهم أقرب نسبًا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبوسفيان: أنا أقربهم به نسبًا، فقال: ادن مني، وقربوا أصحابه فجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: قل لهم: إني سائل هذا عن هذا الرجل، فإن كذبني فكذبوه، قال أبوسفيان: فو الله لولا الحياء أن يأثروا علي الكذب لكذبته، ثم قال: أول شيء سألني عنه أن قال: كيف نسبه فيكم؟ قلت: هو فينا ذو نسب. قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قبله؟ قلت: لا. قال: فهل كان من آبائه ملك؟ فقلت: لا. قال: فأشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ قلت: بل ضعفاؤهم. قال: يزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون. قال: فهل منهم أحد يرتد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت: لا. قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب؟ قلت: لا. قال: فهل يغدر؟ قلت: لا. قال: فماذا يأمركم به؟ قال: قلت: يقول: (اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، واتركوا ما كان يعبد آباؤكم، ويأمر بالصلاة والصدقة، وبالعفاف وبالصلة). وكان أبوسفيان يومها على الكفر وأشد عداوة للنبي عليه السلام، لأنه رأى في دعوة التوحيد خطرًا على زعامته في قريش وحطًّا لمكانته وتهديدًا لنفوذه. ومع ذلك لم تسمح له نفسه الغارقة في (الجاهلية) بممارسة كذب (مفضوح) لبلوغ هدف بالنسبة له (مشروع). لقد كانت لدى القوم مبادئ عليا لا يساومون عليها، فالكذب لا يليق بأشراف الرجال وكبارهم ولو كانوا في جاهلية، فضلا عن الافتراء والبهتان والتزوير. لقد كان بإمكان أبي سفيان أن يمارس شيئًا من التورية وكثيرًا من التحريض، فالروم في ذلك العصر بأسهم شديد. ولو أن جموع المسلمين اتّحدوا على حربٍ واحدة.. على الكذب وحده، لكان لنا في العالمين الصدر!! salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :