كم من مرة ودّ أحدنا قول (لا)! لكنه يعجز عن قولها لسبب أو لآخر. أول الأسباب ضغوط الطرف الآخر خاصة إذا كان الحديث وجهًا لوجه. وتزداد القضية صعوبة عندما يواجهك للمرة الثانية أو الثالثة، بعد (لا) سابقة. أحيانًا قد لا يكون الطلب مستحيلاً، لكنه صعب التنفيذ. يأتيك أحدهم مثلاً مناشدًا إياك التدخل لحل إشكالية بين طرفين متنازعين معروفين لك. ولأنك تعرف أحدهما تمامًا، وتدرك أي شخصية يتقمصها عند الاختلاف مع الآخر، فلا تملك إلا محاولة التملص من محاولة للإصلاح تبدو بعيدة المنال. هو مطلب نبيل، لكن شعورك الباطن يلح عليك أن تقول (لا) في حين يوسوس الطرف الظاهر أن تبادر وتقول (نعم)! الأمثلة كثيرة منها التبرع لمحتاج أو طلب سلفة أو قرض حسن أو التوسط لدى فلان أوعلان. أما السبب الرئيس (طبقًا لدراسة اجتماعية أمريكية حديثة) فهو الشعور بأن كلمة (لا) تهدد علاقاتنا الاجتماعية بالآخرين، كما تهدد شعورنا بالتواصل مع الآخرين لأنها تقفل أبوابًا مفتوحة، وربما لفترات طويلة قد تمتد إلى الأبد. وحتمًا هناك مواقف لا يجوز التردد فيها عند إطلاق (لا)! ومنها طلبات المشاركة في المحرمات والمحظورات وما يسيء للآخر أو النفس والأهل، وهذه الدعوات الشيطانية لا آخر لها، وأول تردد أو إذعان قد يجر في كل مرة شرًا أشر من سابقها. ومن الناس من لا يقول (لا) أبدًا إلا في تشهّده. ومن هؤلاء قلة يوفون بالوعود ولا ينقضون العهود إلا وقد غُلبوا على أمرهم. أما كثرة منهم فتجامل الطالب، لكنها قليلاً ما توفي وكثيرًا ما تتملص لاحقًا. وآخرون يقولون (نعم) وقد عزموا في دواخلهم على فعل (لا) مسبقًا. هؤلاء موصومون بخصلة من خصال النفاق والعياذ بالله. أما النصيحة الذهبية لمن لا يريدون التورط في (نعم) تحت الضغط والإلحاح، فتتلخص في 4 خطوات هي أولاً التدرب على كلمة (لا) مسبقًا حتى لا ترضخ في آخر لحظة. أما الثانية فاحتفظ دائمًا بخط الرجعة المربوط جملة (دعني أفكر في الأمر) خاصة عندما يأخذك الطرف الآخر على حين غرة. والثالثة هي استغلال الوقت لصالحك، فتأخير الإجابة يرجح لدى الطرف الآخر الانتهاء إلى (لا). وأما الرابعة فهي إطلاق (لا) بنعومة وهدوء، حتى لا تجرح مشاعر الآخر قدر المستطاع. كم من (لا) خذلتك فندمت، وكم من (لا) أسعفتك فظفرت!! salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain