"لا" المكروهة ! | أ.د. سالم بن أحمد سحاب

  • 1/16/2014
  • 00:00
  • 23
  • 0
  • 0
news-picture

سهل دائمًا أن تقول "لا"! وهي رد فعل مقبول إذا كانت آثاره محدودة. أما إذا كان الأمر مرتبطًا بمصالح عامة تهم شريحة كبيرة من المحتاجين، فلا بد من التريث أولًا، ولا بد من إعطاء بدائل مقبولة ومعقولة ثانيًا. هذه مقدمة بسيطة عن خبر نشرته الحياة (1 يناير) عن رفض 4 وزارات منح (المؤسسات الخيرية) أراضي حكومية لإقامة مقار عليها. وتوجت اللجنة رفضها بنص غريب يقول: (ليس من المناسب فتح المجال لمثل هذه الطلبات). وإذا كان هذا غير مناسب فما هو يا ترى المناسب؟! أفيدونا رحمكم الله. ربما أتفهّم خوف هذه الوزارات وأمثالها من تحوّل هذه الطلبات إلى (تحايلات)، بمعنى أن يعلن أحدهم إنشاء مؤسسة خيرية بهدف (الاستيلاء) على أرضٍ حكومية ثم يغلق المؤسسة بالضبة والمفتاح أو يحوّلها إلى مؤسسة تجارية. نعم أتفهم وجود محتالين يستغلون كل ثغرة مهما صغرت، ولا يتوانون عن أي كريهة مهما كبرت. لكن ليس هكذا تورد الإبل، فثمة مؤسسات خيرية صادقة ثبت نفعها للناس، وهي تستحق فعلًا كل دعم حكومي وغير حكومي. خذوا مثلًا جمعية زمزم للخدمات الصحية، فبفضل الله ثم بفضلها تمتع ألوف المحتاجين بعلاج طبي ميسر، بل مجاني في معظم الحالات لأنها باتت موثوقة لدى الأثرياء الموسرين وعامة الناس المتصدقين. وهي في النهاية عون للدولة إذ ترفع عن كاهل وزارة الصحة شيئًا كبيرًا، وهي أصلًا عاجزة عن تلبية حاجات الناس الصحية في المنطقة الجغرافية الأوسع انتشارًا والأكثر سكانًا. وتقدم جمعية مكة خدمات جليلة للمحتاجين من أهل مكة المكرمة، فتصل إلى ألوف البيوت المستورة والنفوس المكسورة لترعى أسرة مُعدَمة أو تدفع لمريض عاجز عن الدفع أو تكفل يتيمًا أو تعين مسنًا. لست بحاجة إلى القسم بأن ثمّة حلولاً وبدائلَ لمن أراد إلى ذلك سبيلًا، فالمساحات الحكومية الخالية متوفرة، حتى لو بعُدت، بل إن منها ما هو قريب كما كان حال المطار القديم، والذي لا يزال فيه جزء أبيض بكر ينتظر قرارًا حكيمًا ودعمًا قويًا ليستوعب عشرات المنافع والخدمات، وليكون لأهالي جدة رئة يتنفس عبرها المواطنون والمتنزهون. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :