قال تقرير لشركة كامكو للاستثمار إن أسعار النفط لم تتمكن من التعافي بعد التراجع الشديد الذي منيت به في مستهل الشهر الماضي، الأمر الذي دفع الأسعار للهبوط إلى أدنى مستوياتها منذ أربعة أشهر. وارتبط هذا التراجع بصفة أساسية بتوقعات ضعف معدلات الطلب بقيادة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب زيادة الإمدادات من الولايات المتحدة التي استمرت في تقويض جهود منظمة أوبك. أكد تقرير لشركة كامكو للاستثمار أنه من شبه المؤكد أن يقدم منتجو «أوبك» وحلفاؤها على تمديد اتفاقية خفض الإنتاج لمدة عام إضافي بهدف دعم الأسعار وتحقيق التوازن في سوق النفط. بالإضافة إلى ذلك، لم يكن لهجمات الأسبوع الماضي التي تعرض لها الأسطول البحري في خليج عُمان سوى تأثير ضئيل ومؤقت على أسعار النفط، الأمر الذي عزز من توضيح مخاوف المستثمرين من الفجوة المستمرة بين العرض والطلب. كما تواصل المؤشرات الاقتصادية إظهار علامات دالة على تباطؤ معدلات النمو كما يتضح من تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وكذلك العلامات الجديدة الدالة على ضعف نمو الاقتصاد الصيني. وأضافت «كامكو»: في التقرير الشهري الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، قامت بتخفيض توقعات الطلب العالمي على النفط للشهر الثاني على التوالي بما يسلط الضوء على التوترات التجارية المتصاعدة. ووفقاً للتقرير، فمن المتوقع الآن أن يصل نمو الطلب العالمي على النفط إلى 1.2 مليون برميل يومياً في عام 2019، كما يتوقع أن ينمو هامشياً إلى 1.4 مليون برميل يومياً في عام 2020. من جهة أخرى، في تقريرها الأخير عن توقعات الطاقة على المدى القصير، خفّضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعات أسعار النفط لهذا العام إلى 67 دولاراً للبرميل في المتوسط، بانخفاض قدره 3 دولارات للبرميل مقارنة بتوقعاتها الصادرة الشهر الماضي، كما لم يطرأ تغير يذكر على توقعات عام 2020، حيث ظلت ثابتة عند مستوى 67 دولاراً للبرميل لمزيج خام برنت. وخفّضت الوكالة أيضاً توقعات إنتاج النفط بواقع 140 ألف برميل يومياً لعام 2019 لتصل إلى 12.32 مليون برميل يومياً، حيث ظل الإنتاج مستقراً عند نحو 12 مليون برميل يومياً خلال الأسابيع القليلة الماضية. وأظهر التقرير الأسبوعي للوكالة زيادة في المخزونات الأميركية بواقع 2.2 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 7 يونيو 2019، حيث ارتفعت مخزونات الخام الأميركية بواقع 19 مليون برميل خلال الأسابيع الخمسة الماضية مع تسجيل زيادة أسبوعية على مدى أربعة من أصل الأسابيع الخمسة. وظل إنتاج منتجي «أوبك» ثابتاً على أساس شهري على خلفية تراجع الإنتاج من جانب إيران ونيجيريا في حين ظل إنتاج فنزويلا ضعيفاً بما يقارب 0.8 مليون برميل يومياً. وبلغ الإنتاج الشهري للمجموعة 30.26 مليون برميل يومياً في مايو 2019، في ما يعد أدنى مستوياته منذ عام 2014. ووفقاً لوكالة بلومبيرغ، بلغ التزام «أوبك» وحلفائها باتفاقية خفض الإنتاج 143 في المئة في مايو 2019، بانخفاض هامشي عن الشهر السابق. وبعد أن بلغت أسعار النفط ذروتها السنوية في منتصف مايو 2019، عادت للتراجع مرة أخرى وسجّلت انخفاضات متتالية خلال الأسابيع التالية، وهو الأمر الذي استمر خلال النصف الأول من يونيو 2019 بما دفع الأسعار إلى التراجع إلى أدنى مستوياتها منذ يناير 2019. وأثرت عوامل جانب العرض والطلب في الأسعار خلال الشهر، في حين أن القضايا الجيوسياسية الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لم توفر سوى دعم مؤقت للأسعار. من جهة أخرى، قلّصت شركات تنقيب النفط الأميركية عملياتها ترقباً للضغوط على أسعار النفط. ووفقاً لتقرير وكالة بلومبيرغ، بلغ التنقيب عن النفط في حوض بيرميان أدنى مستوياته منذ بداية العام الماضي. وقد انعكس ذلك أيضاً على التعداد الأسبوعي لمنصات الحفر الذي تجريه شركة بيكر هيوز والذي أظهر انخفاضاً بمعدل منصة حفر واحدة فقط الأسبوع الماضي ليصل بذلك عدد منصات الحفر النفطي إلى 788 منصة في أعقاب تسجيلها تراجعاً أكبر بلغ 11 منصة في الأسبوع السابق. وأظهر متوسط أسعار النفط في مايو 2019 تراجعاً شاملاً، حيث إن مكاسب النصف الأول من الشهر قابلتها تراجعات حادة في النصف الثاني من الشهر. وانخفض متوسط أسعار خام أوبك بنسبة 1.1 في المئة على أساس شهري في مايو 2019 وصولاً إلى 70 دولاراً أميركياً للبرميل. في حين انخفض متوسط سعر خام النفط الكويتي بنسبة 1.6 في المئة ليصل إلى 70.1 دولاراً أميركياً للبرميل، وشهد متوسط سعر مزيج خام برنت أقل معدل تراجع فاقداً نسبة 0.4 في المئة فقط من قيمته ليصل إلى 70.9 دولاراً أميركياً للبرميل. وخفّضت «أوبك» توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في تقريرها الشهري الأخير. ووفقاً لأحدث التقديرات، فمن المتوقع أن يرتفع الطلب على النفط بواقع 1.14 مليون برميل يومياً، بانخفاض قدره 0.07 مليون برميل يومياً مقارنة بتقديرات الشهر الماضي، ليصل بذلك إلى 99.86 مليون برميل يومياً في عام 2019، وقد عكست المراجعة انخفاضاً في الطلب في جميع الدول التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الربع الأول من عام 2019.
مشاركة :