أفاد تقرير لشركة كامكو إنفست بتراجع أسعار النفط في نهاية مارس الماضي بنحو 80 في المئة تقريباً منذ بداية العام، نظراً للأضرار الشديدة التي لحقت بالطلب العالمي على النفط على خلفية تفشي فيروس كورونا، ما أدى إلى وصول سعر مزيج خام برنت إلى 14.85 دولار للبرميل في 31 مارس، ليصل بذلك إلى أدنى مستوياته المسجلة منذ 21 عاماً تقريباً، وتحديداً منذ يونيو 1999، في حين انخفض سعر خام «أوبك» إلى 16.85 دولار للبرميل في 1 أبريل. وبيّن التقرير أن متوسط سعر خام «أوبك» شهد أحد أشد التراجعات حدة خلال مارس الماضي، إذ انخفض 38.9 في المئة ليصل في المتوسط إلى 33.91 دولار للبرميل، فيما تراجع متوسط سعر خام النفط الكويتي، وإن كان بوتيرة أقل حدة بلغت نسبتها 37.9 في المئة ليصل في المتوسط إلى 35.14 دولار للبرميل، وشهد متوسط أسعار العقود الفورية لمزيج خام برنت أكثر الانخفاضات الشهرية حدة بتراجعه 42.5 في المئة ليصل إلى 32.01 دولار للبرميل.ولفت إلى أنه تم تداول عقود خام برنت الآجلة بسعر 22.74 دولار في نهاية مارس، ثم ارتفعت إلى 34.11 للبرميل على خلفية محادثات خفض حصص الإنتاج، إذ ساهم الإعلان عن خفض حصص الإنتاج بتعزيز أسعار النفط، التي سرعان ما تراجعت بعد أن أشارت التقديرات إلى أن تلك التخفيضات لن تكون كافية لمواجهة التراجعات الحادة المتوقعة على صعيد الطلب خلال العام.وأوضح تقرير «كامكو إنفست» أن اتفاق التخفيض القياسي لحصص الإنتاج جاء بعد تراجع الطلب العالمي على النفط بنحو 30 في المئة تقريباً على خلفية تفشي كورونا، كما أظهرت أحدث البيانات الخاصة بواردات النفط الشهرية من الصين انخفاضاً شهرياً بـ7.5 في المئة وبـ0.8 مليون برميل يومياً تقريباً، إذ بلغت 9.68 مليون برميل يومياً فيما يعد أدنى مستوى للواردات منذ يوليو 2019، مشيراً إلى أن رئيس وكالة الطاقة الدولية توقع أن ينخفض الطلب على النفط 20 مليون برميل يومياً، وخاصة خلال الربع الثاني. ولفت التقرير إلى أن نمو عرض النفط سيستمر في تجاوز نمو الطلب في 2020 إلا أن تراجع إنتاج النفط الصخري سيحدد مدى وفرة النفط خلال العام، منوهاً إلى توقعات وكالة الطاقة الدولية بتراجع المعروض النفطي للعام الحالي بأكمله بنحو 2.3 مليون برميل يومياً، ما يعكس خفض «أوبك» وحلفائها لحصص الإنتاج وتأثير ذلك على إمدادات النفط العالمية، في حين توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية تراجع إنتاج النفط في الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ 2016 بنحو 0.5 مليون برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 11.8 مليون برميل يومياً العام الحالي، ونتيجة لذلك ستعود أميركا مجدداً إلى كونها صافي مستورد للنفط في الربع الثالث من العام.وأفاد التقرير بأن تقديرات المحللين لأسعار النفط لهذا العام شهدت تخفيضات حادة خلال الأسابيع القليلة الماضية، إذ تتوقع ادارة معلومات الطاقة الأميركية أن يبلغ متوسط سعر مزيج خام برنت 33 دولاراً للبرميل في 2020، مقابل تقديرات الشهر الماضي البالغة 43 دولاراً، ووفقاً لوكالة بلومبرغ، أشارت التوقعات إلى بلوغ متوسط سعر مزيج برنت 42 دولاراً، على أن يرتفع تدريجياً إلى 51.2 دولار في 2021، وتستمر التوقعات الخاصة بأسعار النفط والطلب في التغيير وفقاً للتصريحات المعلنة بخصوص تأثيرات تفشي كورونا، إذ ساهم خفض توقعات الطلب على النفط من قبل «أوبك» ووكالات أخرى في التأثير سلباً على الأسعار، إلا أن بعض البوادر الإيجابية جاءت من جهة أوروبا والصين التي أفادت برفع بعض القيود المفروضة نتيجة لتفشي كورونا واستعادة النشاط الاقتصادي، وبالتالي تعويض بعض من تلك التراجعات. ارتفاع إنتاج «أوبك» ذكر تقرير «كامكو إنفست» أن فشل مباحثات تمديد اتفاقية خفض الحصص أدى إلى زيادة الإنتاج من قبل دول «أوبك» في النصف الثاني من مارس الماضي، إذ بلغ متوسط إنتاج دول المنظمة 28.1 مليون برميل يومياً، وفقاً للبيانات الصادرة عن وكالة بلومبرغ، بنمو شهري 150 ألف برميل يومياً، فيما كانت الزيادة وفقاً لمصادر «أوبك» الثانوية أعلى بكثير عند 0.8 مليون برميل يومياً، ليصل الإنتاج إلى 28.61 مليون برميل يومياً.
مشاركة :