رحب حشد من المؤيدين بفريق المفاوضين الإيرانيين لدى عودتهم أمس إلى طهران بعد التوصل إلى اتفاق إطار في لوزان مع الدول الست الكبرى حول البرنامج النووي، غير أن الاتفاق لا يحظى بالإجماع في الأسرة الدولية، وقد نددت به إسرائيل عدوة إيران اللدودة في المنطقة. ووصف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أمس الاتفاق بالسيئ. ولكنه أشار إلى أن الحل لا يقع بين خيارين هما الاتفاق السيئ أو الحرب، بل هناك "خيار ثالث وهو الوقوف بصرامة وزيادة الضغط على إيران حتى التوصل إلى اتفاق جيد". وتابع أن "إسرائيل تطلب أن يتضمن أي اتفاق نهائي مع إيران اعترافا إيرانيا واضحا وغير مبهم بحق إسرائيل في الوجود".وأضاف نتانياهو، أن "الحكومة موحدة في رفضها القاطع للاتفاق المقترح"، مضيفا أن "هذا الاتفاق يشكل خطرا كبيرا على المنطقة والعالم، ومن الممكن أن يهدد بقاء دولة إسرائيل".وغداة الإعلان أول من أمس في سويسرا عن "المعايير الرئيسية" لهذا الاتفاق الإطار التاريخي بعد مفاوضات شاقة استمرت 18 شهرا، سيترتب الآن على إيران والدول الكبرى العمل على تسوية التفاصيل الفنية الصعبة بغية التوصل إلى اتفاق نهائي بحلول 30 يونيو المقبل.وبالرغم من هذا التوافق، إلا أن الثقة لم تستتب بعد بين إيران والغربيين الذين حذروا من أن الآلية برمتها يمكن وقفها في حال عدم تقيد طهران بالتزاماتها.ورغم ذلك يبقى هذا الاتفاق الإطار إنجازا أساسيا وسط أزمة مستمرة منذ 12 عاما مع الأسرة الدولية.وبعد مفاوضات ماراتونية في سويسرا وخصوصا مع الولايات المتحدة في ظل انقطاع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، لقي وزير الخارجية محمد جواد ظريف وفريقه من الخبراء استقبالا حارا في طهران من عشرات الشبان الذين رافقوا الموكب وهم يصفقون. وفي تصريحات مقتضبة شكر المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي الذي يحتفظ بكلمة الفصل في الملف النووي، على "دعمه اللافت".وأعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس أن التوصل إلى اتفاق نهائي مع القوى العظمى يعتمد على وفاء الطرفين بوعودهما. وقال روحاني في خطاب نقله التلفزيون الرسمي مباشرة إنه "إذا احترم الطرف الآخر وعوده، سنحترم وعودنا" من أجل التوصل إلى اتفاق "متوازن".وبموجب الاتفاق الإطار وافقت إيران على خفض عدد أجهزة الطرد المركزي المستخدمة لتخصيب اليورانيوم بنسبة الثلثين (من 19 ألفا إلى 6104) وعلى وقف عمليات تخصيب اليورانيوم لما لا يقل عن 15 عاما في موقع فوردو، علما بأن اليورانيوم المخصب بنسبة 90% يدخل في صنع القنبلة النووية. وحول مسألة رفع العقوبات التي تعتبر نقطة بالغة الحساسية ينص الاتفاق على رفع العقوبات الأميركية والأوروبية فور تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية على احترام إيران تعهداتها، على أن يعاد فرضها إذا لم يطبق الاتفاق. أما العقوبات المفروضة بموجب قرارات من مجلس الأمن الدولي، فترفع ما إن تحترم إيران كل النقاط الأساسية في الاتفاق.ودون أن يحدد جدولا زمنيا لرفع العقوبات قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري "إن مسألة ما بين ستة أشهر وسنة تقريبا هي ما سيستغرقه الأمر للبدء بالالتزام بكل الخطوات النووية الضرورية المطلوب اتخاذها وعندها نبدأ بمسألة الرفع التدريجي. ينبغي أن تتخذ تلك الخطوات أولا". وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موجيريني إن "الاتحاد الأوروبي سيوقف العمل بكل العقوبات المالية والاقتصادية المتصلة بالبرنامج النووي"، وأضافت أن الولايات المتحدة كذلك "ستوقف تطبيق كل العقوبات المالية والاقتصادية، بالتزامن مع تحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تطبيق إيران لالتزاماتها الرئيسية في مجال النووي".ولم ترد أي مؤشرات حول تاريخ استئناف المفاوضات من أجل الشروع في صياغة الاتفاق النهائي.وأبدت روسيا استعدادها لتزويد إيران بالوقود الجديد للمفاعلات التي بنتها موسكو في إيران، مشيرة إلى أنه "ما زال ينبغي توضيح نقاط كثيرة".
مشاركة :