شيّع لبنانيون في منطقة البقاع، بشرق لبنان، أمس، الرقيب علي البزّال، العسكري اللبناني في قوى الأمن الداخلي الذي أعدمه تنظيم «جبهة النصرة» يوم 6 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وجاء التشييع في أعقاب تسليم التنظيم المرتبط بـ«القاعدة» جثة الرقيب القتيل عبر وسطاء للسلطات اللبنانية، في حين زعم التنظيم أن المفاوضات على إطلاق سراح العسكريين الآخرين المختطفين لديها «متوقفة منذ 4 أشهر»، داعيا الأهالي إلى تشكيل لجنة منهم للتواصل مع المفاوضين القطريين مباشرة. عائلة البزال تسلمت جثته بعد إجراء فحوص الحمض النووي، وشيّعه أقاربه وعائلته في قريته البزّالية بمنطقة البقاع. وأعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أن مراسم التشييع بدأت صباح الجمعة انطلاقا من واجهة المستشفى العسكري في العاصمة اللبنانية بيروت. وكان البزّال في عداد 17 عسكريا لبنانيا تحتجزهم «النصرة» في المنطقة الحدودية مع سوريا منذ «معركة» عرسال يوم 2 أغسطس (آب) الماضي، بينما يحتجز تنظيم داعش 9 آخرين، ولقد أعدم في الأشهر الماضية 4 من هؤلاء العسكريين. وتسلمت السلطات اللبنانية جثة البزّال عبر «هيئة علماء القلمون» التي تواصلت مع الخاطفين، وسلّمت الجثة «كبادرة حسن نية» لاستمرار المفاوضات. لكن «النصرة» نفت وجود مفاوضات أصلا، إذ أصدرت بيانا ليل الخميس، قالت فيه إن ملف العسكريين اللبنانيين المحتجزين لديها أصبح «ألعوبة بيد بعض الأطراف في الحكومة اللبنانية»، مشيرة إلى أن التفاوض على إطلاق سراحهم قد توقف. وجاء في البيان أن ما يشيعه بعض السياسيين في لبنان عن أن «المفاوضات ممتازة» أمر غير صحيح، وأنه ليس هناك أي تواصل بين «جبهة النصرة» والحكومة اللبنانية، وأن وسيط الجبهة الموجود في تركيا قد التقى وسطاء قطريين قبل أسبوع، وذلك بعد شهرين من «الوعود المتتالية». واقترحت «النصرة» في بيانها على لجنة أهالي الجنود المحتجزين التواصل مباشرة مع الوسيط القطري للاطلاع على مستجدات هذا الملف، مشيرة إلى أن ما وصفتها بالحكومة اللبنانية المسيّرة من حزب الله تمارس «لعبة سياسية» لتحقيق مصالحها.
مشاركة :