لم تمضِ ساعات على سقوط صاروخ قرب قاعدة عسكرية تستضيف قوات أميركية في مدينة الموصل، ليل الأربعاء، حتى أصاب صاروخ كاتيوشا مقراً تابعاً لشركات نفط عالمية جنوب البصرة. ما دفع السلطات العراقية إلى التحذير من أنها لن تسمح بالعبث بأمن العراق والتزاماته. ولعل توقيت تلك الصواريخ رسائل مبطنة، توجه عبر العراق، في ظل تصعيد تشهده المنطقة منذ أسابيع بين إيران والولايات المتحدة. "حرب الكاتيوشات" وتعليقاً على الموضوع، رأى السياسي العراقي المستقل، عابد الغانم، في تصريح للعربية.نت أن بعض "الميليشيات الموالية لإيران في العراق، بدأت في ظل هذا التصعيد، بالتحرك وإطلاق الصواريخ من هنا وهناك، مستغلة الكلام عن وجود خلايا داعشية نائمة، مستهدفة أماكن تواجد القوات الأميركية، وكذلك مقرات الشركات الأجنبية العاملة في مجال النفط في مسمى جديد هو حرب الكاتيوشات" وتابع قائلاً: "الكثير من هذه الميليشيات مرتبطة ارتباطاً عقائدياً بإيران، وتعتبر كلام المرشد الإيراني، علي خامنئي، هو الفيصل، وتعمل بتوجيهات مباشرة من الحرس الثوري الإيراني". كما أكد أن "اختيار أماكن القصف في الموصل والبصرة وقبلها التاجي، وبعد ساعات من خطاب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي قال فيه "يمنع على قوة مسلحة أن يكون لها مخازن أو تنفذ عمليات خارج معرفة وسيطرة القوات المسلحة" رسالة واضحة ممن قام بالقصف وموجهة لأكثر من جهة، ومفادها أن العراق من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه تحت مرمى نيراننا وليس بإمكان أي جهة أن تمنعنا من أن نضرب في أي مكان". صيف ساخن كما اعتبر أن تلك الرسالة لا تختلف عما قاله سفير إيران السابق في بغداد، دنائي فر، لبعض السياسيين السُّنة عام 2015 من أن "العراق بعد انتهاء معركة الموصل سيكون أمام صيف ساخن من زاخو إلى الفاو". وأضاف "يبدو أن العراق دخل فعلا مرحلة الصيف الساخن"! إلى ذلك، أشار إلى أن إيران منذ مدة ليست بالقصيرة، وتحديدا قبل أن تبدأ معركة تحرير الجانب الأيمن في مدينة الموصل عام 2017 عندما أعلن ترمب أنه في حالة فوزه سيقوم بإلغاء الاتفاق النووي الإيراني، عملت على توسيع قاعدة حلفائها في العراق لتستثمرهم في مواجهتها المحتملة مع الولايات المتحدة، فبدأت تظهر بيانات تحمل عناوين وطنية تطالب بحث العراقيين على حمل السلاح لطرد الأميركيين من العراق. مواجهة عبر الوكلاء واعتبر أن بصمات إيران واضحة في تلك الأحداث عبر وكلائها، قائلاً: "لا شك أنهم قاموا باستهداف الأميركيين في الموصل والبصرة، وأتوقع أن تزداد هذه الاستهدافات في الفترة المقبلة باعتبار أن إيران تعمل على أن تكون المواجهة مع الولايات المتحدة في الفترة الحالية عبر الوكلاء وبإدارة مباشرة من الحرس الثوري الإيراني. من جانبه، قال الخبير الاستراتيجي والأمني العراقي، فاضل أبو رغيف، للعربية.نت إن "هناك خلطا للأوراق في المشهد الأمني العراقي، ففي الوقت الذي تضرب منشآت نفطية في البصرة، طالت صواريخ مجهولة قواعد أميركية في غرب البلاد وشمال البلاد في أبو غريب والتاجي، بالإضافة إلى الموصل وهذا يمثل استهدافا للعراق، عبر إخافة دول المنطقة والشركات العالمية من الاستثمار في البلاد". فصائل وميليشيات كما رأى أنها رسالة مفادها أن بيئة العراق طاردة للاستثمار وهذا نتيجة للصراع الأميركي الإيراني، فضلاً عن اختلاف القوى السياسية والحزبية داخل العراق، ونتيجة استغلال بعض الجماعات المتطرفة سواء كانت شيعية أو سنية من قبل جهات خارجية. إلى ذلك، شدد على أن "كل فيصل لا ينتمي للقوات العراقية وللحشد الشعبي العامل تحت إمرة القوى العراقية، يعد ميليشيا خارجة عن القانون. وختم قائلاً: "هذه الفصائل تريد بالعراق سوءاً، لاسيما بعد أن أصابتها حماسة أكثر من الإيرانيين أنفسهم، لاسيما أن بعض مسؤولي إيران أعلنوا أكثر من مرة أنهم لا يريدون الحرب مع الولايات المتحدة.
مشاركة :