* كلنا يكره جدًّا أن يعبث بعقله أو أدواته أي أحد، وكلنا يرفض أن يلعب بالحياة شخوص وجدوا في التحايل على النظام فرصة مكّنتهم من اللعب بالناس، ليكون الضحية الوطن والإنسان، وتكون المنجزات (لا تُذكر)، وهنا تحضرني قصّة رجل كان يدير بقالة عتيقة وكانت نظرية والده الاقتصادية الضخمة مسيطرة عليه وهي وضع (مصب) السمن بعد استخدامه في قارورة (فارغة)، وهي قصة وإن كانت فيها عبرة، لكن الفرق بين من يدير بقالة ومن يدير منشأة ضخمة (هو) كبير، وأن حدوثه لا يمكن بل ومن سابع المستحيلات أن يحدث (إلا) في عالمنا هذا الذي وبكل أسف ما تزال تقتله المحسوبية، لتُقصي عقولًا وتُقدِّم آخرين للمكان، مزاياهم (لا شيء)، وأهم سماتهم البطء في كل شيء، حتى في اتخاذ القرارات، التي وإن جاءت تأتي على ظهر سلحفاة، تأتي و(كل) همّها تصفية الحسابات، وهي كارثة أن يمنح "مسؤول ما" نفسه أو صديقه فرصة عظيمة لينتقم من كل الذين كانوا ذات يوم ضده!! * نعم نحن نحتاج إلى نظام يمنع (الواسطة)، ويمضي دون أن يهتم بمن (يحضر) أو (يغادر)، وفي هذا فكر يُحقِّق النمو للوطن كله، بدلًا من أن نضع طموحاتنا في يد شخوص تُقدّمهم المحسوبية، وتُمكّنهم من النظام ليبقوا هم وحدهم المسيطرين، وهم مَن يُقرِّرون مَا يشاؤون، وهم مَن يمنعون أيضًا، وهي والله مصيبة، حلّها في نظام صارم يحمي حقوق المنشأة والعاملين من العبث، الذي يأتي كنتيجة حتمية لفكر البقال الذي يهمه كم يكسب، وبكم يبيع علبة القشطة، ويضرب السعر في 24 علبة، ومثل هذا يستحيل أن يكون مديرًا ناجحًا في سوبر ماركت ضخم، وهنا (تكون) الواسطة هي الكارثة التي تصنع المآسي وتقتل الطموح، بل وربما تُحوِّل النجاح إلى فشل ذريع!! * (خاتمة الهمزة).. أضع (أمام) مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ما تَقدَّم لأهميته.. وهي خاتمتي ودمتم. تويتر: @ibrahim__naseeb h_wssl@hotmail.com
مشاركة :