منح البرلمان العراقي، الاثنين، الثقة لثلاثة وزراء جدد في حكومة عادل عبد المهدي، وخصوصا حقيبتي الداخلية والدفاع، السياديتين في بلد أعلن "النصر" على المتطرفين في نهاية 2017، فيما لا تزال وزارة شاغرة بعد 8 أشهر على تكليف رئيس الوزراء. ووافق مجلس النواب، الاثنين، على تولي ياسين الياسري وزارة الداخلية، ونجاح الشمري الدفاع، وفاروق الشواني العدل. لكن النواب رفضوا خلال الجلسة نفسها منح الثقة لمرشحة حقيبة التربية، ومن المتوقع عقد جلسة جديدة خلال الأيام المقبلة للتصويت مجددا، بحسب ما أفادت مصادر برلمانية. ويتحدر الشمري، على غرار جميع وزراء الدفاع العراقيين السابقين منذ العام 2003، من مدينة الموصل الشمالية، وكان قائدا عسكريا في جهاز مكافحة الإرهاب. أما الشواني، فهو من القومية الكردية التي نالت حقيبة العدل، بحسب التوزيع السياسي للطوائف والذي يعتبر عرفا وليس قانونا في العراق، وهو ما يمنح رئاسة الوزراء للشيعة والبرلمان للسنة، ورئاسة الجمهورية للأكراد. ومنذ أيام عدة، صعد محتجون وبرلمانيون الضغط على رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، ودعوه إلى استكمال حكومته، خصوصا مع حلول فصل الصيف. وفي هذه الفترة من الحرارة المرتفعة التي تتخطى الخمسين درجة أحيانا، ومع انقطاع مزمن في الكهرباء وانعدام الخدمات العامة، يتظاهر المئات في محافظات عدة متهمين المسؤولين بالتقاعس والفساد. وهدد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر مؤخرا بسحب الثقة من الحكومة، مغذيا بذلك الشائعات عن احتمال تشكيل حكومة جديدة. وقبل أيام، أكدت القيادات السياسية في العراق، الالتزام بوثيقة الإطار الوطني لسياسة عراقية موحدة وتشكيل الحكومة خلال أسبوعين. وعقد قادة سياسيون اجتماعا في مقر رئاسة الجمهورية العراقية، حضرها رئيس الحكومة، بحثوا خلاله المستجدات الداخلية والإقليمية. وجرى الاتفاق على وجوب "إكمال" التشكيلة الوزارية، بمدة زمنية أقصاها أسبوعان، وبما يعزز الثقة بقدرة قوى البرلمان السياسية على تجاوز الخلافات وتفاديها في مثل هذه الظروف. تظاهرات لإكمال الحكومة كما دعت اللجنة المركزية المشرفة على الاحتجاجات الشعبية التابعة للتيار الصدري، قبل أيام، لتظاهرات في مختلف المحافظات لإكمال تشكيل الحكومة والتنديد بـ "التصرفات اللامسؤولة من قبل الحكومة والبرلمان". وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد دعا، في وقت سابق، الكتل السياسية إلى الضغط على رئيس الوزراء لتشكيل حكومة كاملة في غضون 10 أيام، محذرًا من أن أنصاره سيتخذون موقفًا جديدًا ما لم يفعلوا ذلك. وجاءت كتلة "سائرون" التي يتزعمها مقتدى الصدر في المرتبة الأولى في الانتخابات العامة التي جرت في مايو 2018، وسبق أن حشد الصدر عشرات الآلاف من أنصاره للاحتجاج على سياسات الحكومة والفساد.
مشاركة :