يعرض الفنان اللبناني سركيس جولفيان في مقهى محلي ببيروت، ما يصفه بأنه عمل “مُجمّع أولي” مُستمد من أشكال فنية متعددة ويُدخل عنصر إعادة تدوير أشياء قديمة على أعماله الفنية. وبدأ جولفيان (36 عاما) في تصميم أعماله بمتجره منذ ثلاث سنوات، وجعل أول عنوان لعمله “بروكن بريدج” أو “جسر مُحطم”، وهو مزيج من الصور بالأبيض والأسود مع مجموعة من الأشياء العتيقة. ويبتكر الفنان المنحدر من أصل أرمني قصة لكل إطار فني يبدعه باستخدام صور وأشياء مختلفة من حوله. وقال حول ذلك “أقوم بدمج القصص الخيالية داخل هذه الأطر عبر تحويل الأشياء القديمة إلى أشياء أفضل، وأعرضها بالمحل بطريقة جذابة يَحكي فيها كل عمل صنعته بطريقة معيّنة قصة”. ويمزج الفنان أغراضا تتوفر في حياته اليومية مع أشياء عتيقة وصور قديمة وإطارات مختلفة ليبدع قطعة فنية فريدة من نوعها تترك مساحة لخيال المشاهد. وأوضح جولفيان “ما أعرضه ليس لوحات ولا منحوتات، بل هو مزيج بين عناصر اللصق والتركيب والرسم وإعادة التدوير”. وأضاف “بالنهاية أنا استخرج من الفوضى نوعا من السحر.. والنتيجة ممكن تكون فوضى ساحرة لاسيما في الأعمال التي لا تكون مصفوفة بطريقة حديثة بالفن أو تفتقد للتحكم في الألوان أو عناصرها موزعة بشكل عشوائي”. ويُعرض نحو 40 عملا لجولفيان في معرض بعنوان “أكاذيب روحية” في مقهى توتا ببيروت. وأفاد بشير أسمر، وهو زبون بمقهى توتا وناشط بيئي ومخرج، “إعادة تدوير الأشياء للأفضل تعد شيئا معاصرا.. قد لا نكون انتبهنا لها في السابق لكن الآن صارت مثالا أمام أعيننا.. إنني أحيي هذه المبادرة التي خلقت من مواد مهملة بسلة القمامة”. وبخصوص المستقبل يأمل الفنان اللبناني جولفيان في أن يتحقق الخلود لأعماله الفنية، وأن يشق هذا النوع من الفن الذي يمارسه طريقه في عالم الفن.
مشاركة :