أظهرت بيانات وزارة العدل أن حالات الطلاق الموثقة عبر محاكم المملكة بلغت 38365 صك طلاق خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري 1440هـ، وتحديداً منذ 1 محرم حتى نهاية شهر رمضان المنصرم، فيما بلغت عقود الزواج الموثقة خلال الفترة ذاتها 106419عقد زواج.وعلى الرغم من تراجع نسبة حالات الطلاق خلال الفترة آنفة الذكر مقارنة بالعام الماضي بنسبة 13.6% مسجلة 44409 صكوك طلاق، إلا أن وزارة العدل كشفت أيضاً عن تقريرها البياني الشهري، لتوضيح عدد حالات الزواج والطلاق الصادرة في المحاكم خلال شهر شعبان 1440هـ حمل مؤشراً صادماً لعدد عقود النكاح والطلاق، حيث كانت عقود النكاح 4436 عقدا، بينما صكوك الطلاق للشهر نفسه 4035 صكاً، وجاء الفارق ضئيلاً بين حالات الطلاق والنكاح، حيث جاء الفارق 401 حالة فقط.فيما أوضح مختصون أن أرقام وإحصاءات الزواج والطلاق لا تعني بالضرورة معدلات الزواج والطلاق، وهي تعكس بالدرجة الأولى الحالات المقيدة في المحاكم والتي تشمل في الزواج حالات التعدد وحالات الرجعة، وكذلك الطلاق تشمل حالات الطلقة الرجعية والطلقة البائنة، مبينين أن التعامل مع الطلاق يجب أن يكون بأسلوب علمي يراعي مختلف المتغيرات والظروف. وقال استشاريون أسريون ومختصون اجتماعيون: إن الأسباب المؤدية متعددة والنتيجة واحدة في نهاية المطاف متمثلة في الطلاق، داعين الزوجين للاحتكام إلى العقلاء من ذوي الاختصاص سواء من الأهل أو الاختصاصيين والاستشاريين كل في مجاله للمساعدة في معالجة النزاعات العائلية، مشيرين إلى أنه ينبغي على الزوجين كذلك محاولة حل المشكلات الزوجية بالتفاهم وتجنب التعصب والابتعاد عن بعضهما لفترة مؤقتة تتيح الفرصة لكل منهما الهدوء اللازم قبل اتخاذ القرار الحاسم.الأبناء المتضرر الأول.. وحذار من «الكيس المدفون»أوضح الاختصاصي الاجتماعي بدر آل حماد أن الأبناء هم المتضرر الأول للطلاق الذي يكون عادة الحل بعد نفاد كل الحلول بين الزوجين، من حيث عدم الاستقرار الأسري والأمني، وافتقاد الشعور بالحب والحنان بين الأم والأب.وحذر آل حماد مما وصفه بالكيس المدفون، ويقصد به الترسبات والتراكمات التي تظل بين الزوجين بسبب خلافات ومشكلات لمدة سنوات ما ينفد صبر أحدهما ويتخذ قرار طلاق بعد عشرة دامت أعواما، وتفكك العلاقة بين أهل الزوجين، من حيث صلة الرحم والتواصل، «ومن حيث الآثار الاجتماعية السلبية وراء الانفصال يتصدر الأبناء، ثم الزوجة، وثالثاً الزوج، ورابعاً أهل الزوجة، وأخيراً أهل الزوج».» الكراهية والبغضاءوذكر آل حماد أن الطلاق يأتي بتنمية الكراهية والبغضاء بين الأطفال والعوائل، مشيراً إلى أن المجتمع يعاني بعد حدوث مشكلة الطلاق من نشوب مشاجرات وزيادة عدم الاستقرار ما ينمى الشعور بالحقد والكراهية والبغضاء بين الطرفين، خصوصاً إذا خرج الأمر عن حدود الأدب الإسلامي والندم في بعض الأحيان لدى الطرفين نتيجة التسرع في اتخاذ قرار بسبب الضغوطات أو عدم تنازل أحد الطرفين ما يتم اتخاذ قرار طلاق وفيما بعد يتم الندم وتفكك الأسرة بمجرد انفصال للطرفين، فيضيع الأبناء بين الأم والأب والفشل الدراسي للأبناء والانعزال عن الناس والعلاقات الاجتماعية والميل للعزلة والوحدة ونظرة المجتمع المجحفة والظالمة بحق المرأة، فينتقد الناس تصرفاتها وسلوكياتها وإن كانت عادية وطبيعية والسلوكيات غير السوية والسيئة للأبناء ثم نموهم مثل: مرافقتهم لأصحاب السوء الذين قد يجرونهم نحو الانحراف وطريق المخدرات وغيرهما.» «العدو الصامت»ووصف آل حماد الانفصال العاطفي بالعدو الصامت أو ما يسمى بالطلاق العاطفي، وهو جفاف عاطفي ومعنوي ونفسي وجسدي، مشيراً إلى أنه من أخطر الأمور على صعيد الحياة الزوجية، حيث يكون الطرفان معاً، ولكن كلاهما يلمس غياب المشاعر بينهما وانفصالهما نفسياً، على الرغم من عيشهما تحت سقف بيت واحد، ما يؤثر على كافة العلاقات داخل الأسرة.وبيَّن أن علامات الانفصال العاطفي عدم البوح بالمشاعر الداخلية، خصوصا السلبية التي تحتوي على عتاب ولوم وغضب والتي تجمعت وتراكمت على مدى سنوات طويلة يبدأ بعدم الاحترام للطرف الآخر ثم تطول الفترة وتتحول إلى الابتعاد والهرب من الطرف الآخر.» الحلول والعلاجاتوذكر آل حماد الحلول والعلاجات الوقائية، التي تقي من الطلاق وهي اختيار شريك الحياة المناسب، فكثير لا يهتم إلا بشكل الشخص كرجل جميل أو امرأة جميلة وجذابة أو غنى الرجل أو المرأة، لذا يجب معرفة كيفية الاختيار الصحيح والتفكير المنطقي المكثف والتثقف حول معاملة الزوجين.وأضاف: لابد من حضور ندوات ودورات تخص الحياة الزوجية والاستفادة منها ومعرفة الحدود بينهما، ويجب على الأزواج معرفة وفهم بأن الطرف الآخر ليس ملكا له ويحق فرض السيطرة عليه بكل تفاصيل حياته الشخصية، حيث يبالغ بعض الأزواج بحصر زوجاتهم بحدود التحدث مع الآخرين والتعامل مع الناس عموما أو العكس. وأردف قائلا: ينبغي محاولة حل المشكلات الزوجية بالتفاهم وتجنب التعصب والابتعاد عن بعضهما لفترة مؤقتة تتيح الفرصة لكل منهما الهدوء اللازم قبل اتخاذ القرار الحاسم، وتجنب لفظ الطلاق في أبسط الأمور، فالبعض مع الأسف يأخذ كلمة طلاق أو سأتزوج عليك على أنها أمر ممتع أو حب تملك وسيطرة، أو أن الزوجة في أبسط الأمور تخبره بأنه طلقني، فيجب تنجب لفظ الطلاق فيما بين الزوجين، والاحتكام إلى العقلاء وذوي الاختصاص سواء من الأهل أو الاختصاصيين أو الاستشاريين كل في مجاله.التدخلات العائلية تؤثر على الحياة الزوجيةعزا المستشار الأسري والتربوي د.عبدالله العنزي، تفشي ظاهرة الطلاق في الآونة الأخيرة إلى عدم التوافق بين الزوجين من نواحٍ عدة تتمثل في النسب والقرابة والتعليم والثقافات والعادات ولون البشرة، ومنها تدخلات الأهل بحياة كليهما، وكذلك فارق العمر والحالة المادية والوظيفة، وأسباب أخرى مثل: المشكلات الصحية في أحد الزوجين أو العقم، وأيضاً منها صديقات الحرية وتحرير المرأة المسلمة لكي تتفرغ للسفريات والتجمعات وغيرها بحجة أنهن (قروب) مجموعة مطلقات وصداقات وما خفي أعظم من سلوكياتهن ومن تدمير الكثير من الأسر.» عزوف عن الزواجوقال العنزي: يتضح لنا من ناحية أخرى عزوف السعوديين عن الزواج من السعوديات والبديل بأجنبيات بسبب كثرة الطلاق وغلاء المهور والتكلف بالشروط، لذلك ينبغي إجراء دراسة جادة للوضع وإيجاد الحلول المناسبة، وفي نظري أهم الحلول هي وضع دورات مختصة بالحياة الزوجية والأسرية والمجتمعية وربط الحياة بالتعليم والمشاركة والمشورة.» مكاتب للصلحواقترح العنزي أيضاً دمج المختصين الأسريين بمكاتب الصلح بوزارة العدل ليتمكنوا من مساعدة القضاة في التقليل من الطلاق وتقارب وجهات النظر، بالإضافة إلى توعية المجتمع من التيسير وليس التعسير في الزواج والغلاء بالمهور وغيرها والتبسيط هو استقرار للزوجين وضمان استمرار حياتهما.» جريمة الطلاقوأضاف: مع الأسف فإن الأطفال أكثر المتضررين من حدوث الطلاق بغير الإحسان فيما بين الزوجين، والضحية هم الأطفال من تشتت في الفكر والسلوك والانجراف وراء مشكلات بسلوكيات وصداقات سيئة وربما عدائية، وللأسف وأكررها فإن كثيرا من بعض الأمهات أكثر من الآباء وهي تحريض الأطفال على والدهم أو العكس بحجة الانتقام وتوليد الكراهية للأطفال تجاه أحدهما، كما أن تضرر الأطفال يتحول إلى فراغهم العاطفي إلى البحث عن بديل دون التفكر بالنتائج فالأغلب تجد أطفالهم بالسجون بسبب المخدرات أو العداوة الذاتية والانتقام أو فقد الحب والأمان وغيرها، كما أن الآباء يستغنون عن أطفالهم بعد الطلاق وهذه هي جريمة الطلاق.«الإنجاب» و«المسؤولية» يتصدران قصص الطلاققالت مها فهد: إنها تزوجت وعمرها 22 عاما، وعاشت مع زوجها الذي كان يبلغ من العمر 28 عاماً، واستمر زواجهما لمدة لا تقل عن سنتين، وسبب الطلاق كان عدم تفاهمها على موضوع الإنجاب والذي سبب مشكلة كبيرة بينهما ولم يتم الحل، إلا أنها طلبت منه الطلاق ورفض، «ولرفضه الحازم لجأت إلى المحكمة ليتم تطليقي منه».» لعبة إلكترونيةذكرت عادلة صادق أنها تزوجت في عمر 21 عاما، وكان طليقها يبلغ من العمر 26 عاما، مبينة أن تفكيره صغير جدا ولا يهتم إلا بنفسه، كما أنه يهمل أمور المنزل ولا يذهب إلى عمله ومصدر رزقه. وأضافت: «كما أن طليقي كان كثير اللعب في الألعاب الإلكترونية وكانت هي أول مشكلة بيننا والتي على أثرها تدهورت العلاقة الزوجية وجعلت منه زواجا مهدوما غير صادق، وبعدما طفح الكيل طلبت منه الطلاق بعد مضي سنة واحدة من زواجنا، ولم يأبه بي فطلقني».» عديم المسؤوليةذكرت أم محمد أنها تزوجت في عمر 24 عاما وكان طليقها يبلغ من العمر29 عاما، وكان سبب طلاقهما أن الزوج كان عديم المسؤولية، وكان يفكر فقط في الحياة الزوجية. وذكرت أم محمد أنها لم ترتح له نفسياً من أول جلسه معه في الخطوبة، وكانت تشتكي إلى والدتها بأنه لا يوجد توافق فكري بينهما، وكان أول طلب له من الخطوبة أنه لا يريد أطفالا وكان ينزعج من موضوع الأطفال وعندما رزقا بطفل كان يحاول أن يبتعد عنه، ويطلب من والدته بأن ينام في بيت أهلها ولا تأتي به إلى المنزل، وإذا أرادت أن تأتي به لابد أن يكون نائما وكان في وقت نومه لا يحب أن يسمع صوت الطفل يبكي، لدرجة أنه كان يصحو من نومه ويصرخ غاضباً ومن بعدها طلبت أم محمد الطلاق.«سوشيال ميديا» المتهم الجديد للانفصال الزوجيأوضحت الاختصاصية النفسية رانيا أبو خديجة أن الأسباب والعوامل المؤدية للطلاق عديدة، ولكن أهمها هو عدم النضج بين الزوجين واختلاف الطباع وعدم الانسجام الفكري والعاطفي بينهما، ورفع سقف التوقعات تجاه شريك الحياة.وقالت أبو خديجة «ولا ننسى مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت من أكثر العوامل المؤدية للطلاق في وقتنا الحاضر، وللأسف فإن السوشيال ميديا رغم أهميته إلا أنه أصبح البعض يتغافل عن تأثيره السلبي المتمثل في ازدياد حالات الطلاق وذلك بسبب غياب التواصل بين الزوجين وإهمال بعضهما البعض والذي يؤدي إلى الطلاق النفسي أي انعزال الزوجين نفسياً وعاطفياً عن بعضهما البعض».وردا على سؤال قالت «الدورات التأهيلية للمقبلين على الزواج تسهم بشكل كبير في تثقيف وتوعية المقبلين على الزواج بالجوانب المختلفة للحياة الزوجية (الشرعية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والصحية)، ولكن الأهم أن تكون هذه الدورات متخصصة وليست جماهيرية (محاضرة فقط) تعتمد على التدريب على مهارات التعامل مع الطرف الآخر وإدارة الحوار وتنمية المهارات في الجوانب السابقة.» عواقب الطلاقوبينت أبو خديجة أن الطلاق له عواقب كثيرة بعضها إيجابي والبعض الآخر سلبي، ولكن آثاره السلبية كثيرة وتؤدي إلى أعراض نفسية كالاكتئاب والقلق، وذلك بسبب زيادة الضغوطات النفسية وشعور الشخص المطلق بالندم وبمرارة الفشل في الحياة الزوجية، «ويقلل إحساسه بذاته ولا ننسى التجريح واللوم من المجتمع، بالإضافة الى الاضطرابات النفس جسمية كالقيء المتكرر وارتفاع ضغط الدم أو الصداع المزمن أو ظهور طفح جلدي وفقدان الشهية مع كسل شديد وعدم الاهتمام بأي شيء وفقدان الوزن بصورة ملحوظة».كما للأهل أو لجان إصلاح ذات البين الأهمية الكبرى في هذا الجانب وعند الوصول إليهم، عليهم ان يعينوا الزوجين على مواجهة المشكلة حفاظاً على استقرار البيت والأسرة، والأهم من ذلك أن يكون المصلح شخصاً من المشهور عنه الحكمة في التعامل مع المشكلات وأن يتميز بالصبر والتأني وأن يكون كل همه الإصلاح.» الحياة ليست ورديةوأوضحت أبو خديجة «أن الحياة الزوجية حتى إن استمرت 15 عاماً أو أكثر ليس معناها أنها وردية، ففيها مشكلات كثيرة، ولكن هناك مَنْ يعبرها ويتعامل معها بسلام، ومنهم مَنْ يتوقف في منتصف الطريق، وسبب التوقف في المنتصف هو الكتمان، تكون هناك ترسبات وعدم حدوث نقاش أو تصارح بين الطرفين أو احترام لوجهة نظر الآخر ومعالجتها بالتزام الصمت والكتمان، فيدخلون في حالة من الطلاق العاطفي فيعيشون تحت سقف واحد بدون أي تواصل وقد تدوم لفترة طويلة، قبل أن يقرر أحدهما الانفصال».«الطلاق الشرعي» يحفظ 3 حقوقأكد إمام وخطيب جامع العبدالكريم بالدمام الشيخ يوسف بن عوض الرشيد أن للبيوت أسرارُها وللعلاقات الزوجية سماتها وفي حياة كلِّ زوجين أفراحا وأتراحا، فيومًا تطيبُ العشرة بين الزوجين فيصبحان وكأنهما أسعدُ زوجين ينعمان بعيشة هنيَّة وحياة زوجيَّة هانئة هادئة، ويومًا يحدثُ في البيت ما يعكرُ صفوَه ويكدرُ هناءَه فتتباعد القلوب وتستوحش النفوس، ويضيق البيت على سعتِه بساكِنيه، وبين هذين اليومين أيامٌ وأيامٌ تكونُ شوبًا من المودَّة والبُغض، وخليطًا من الحب والكراهية فلا بدَّ من الصبر والتحمُّل من الزوجين للآخر.وقال الرشيد: في الحديث (أبغض الحلال عند الله الطلاق) يأتي كحل شرعي يلجأُ إليه الزوجان عند استحالة العيش سويًّا، ولكنَّ الذي يجبُ العلم به والتنبه إليه أنَّ الطلاق ليس أوَّل خطوةٍ في علاج المشاكل الزوجيَّة، بل هو آخر العلاج والحاجة ماسّة إلى معرفة العلاج الشرعي للشقاق بين الزوجين لما في ذلك من تحقيق ثلاثة أمور تتمثل في: حفظ المودَّة، وردِّ الجميل، والرِّفق بالأبناء.وأضاف: إنه حين يتمُّ الطلاق بعد استنفاد تلك الوسائل العلاجيَّة يكون قد اتخذ القَرار بهدوء وتَرَوٍّ، وأمَّا إذا كان الطلاق لأدنى مشكلةٍ وأدنى تقصيرٍ فهنا المصيبة العظمى والتي نهى عنها الإسلام، بل إن مَنْ عزم على الطلاق وأراد فراق زوجته فليعلمْ أنَّ هناك أحكامًا شرعيَّة وحدودًا مرعيَّة لا بُدَّ منها، فيجب عند الطلاق أنْ يُطلِّق الزوج زوجتَه في حال طهرٍ لم يُجامِعْها فيه أو تكون حاملاً وتبيَّن حملُها ويكون الطلاق بطلقةٍ واحدة فقط وألا يخرجها أو تخرج من بيت الزوجية حتى تنتهي عدتها، فمتى وقَع الطلاق بهذه الطريقة كان الزوجان حرَّيْن بأنْ يتحقَّق لهما الوعدُ الكريم ﴿وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا﴾.أب: سن قانون يجرم الطلاق لأتفه الأسبابأوضح عبدالله الحافظ (أب) أنه حرص قبل بداية زواج ابنه أن يجلس معه ويبين له أن الزواج مسؤولية كبيرة، «وأن الرجل يجب أن يتحمل ويصبر وأن الحياة الزوجية ليست لهواً دائما ولا كدرا مستمرا، كما أنه يجب أن يعرف أن هذه الزوجة هي إنسانة ولها مشاعر ولها خصائصها التي خلقها الله بها». مشيرا إلى أنه أوصى ابنه أن يحرص على الابتعاد عن أي لفظ من ألفاظ الطلاق، لأن الإنسان في حالة غضب قد لا يسيطر على نفسه. وروى الحافظ أنه أهدى ابنه كتابا عن الحياة الزوجية وطالبه بقراءته وألحقه بدورات خاصة بالمقبلين على الزواج، مشدداً على ضروة أن يقوم الآباء والأمهات بدورهم تجاه أبنائهم في التوعية والتنبيه والتدخل في حالة وقوع أي مشكلة بين الزوجين. وأبدى الحافظ أسفه لما يشاهده من تساهل البعض في الطلاق لأتفه الأسباب وكأن الزواج مجرد وظيفة مؤقتة مقترحاً أن يتم سن قانون يجرم الطلاق لأتفه الأسباب، وأن يعاقب المطلق لسبب تافه فلا يعقل أن نشاهد طلاقا بسبب وجبة طعام.أم: إلزام الزوجين بشهادة دورة «العلاقات الزوجية»قالت سامية السلطان (أم): إن أحد أهم أسباب الطلاق يعود إلى إهمال الوالدين لأبنائهم المقبلين على الزواج تاركين مهمة التعليم لمواقع التواصل الاجتماعي وحملت كذلك الزوجين مسؤولية الطلاق لأنهما لم يضعا لنفسيهما ضوابط يلتزمان بها، مشيرة إلى أنها كأم حرصت على أن تبين لبناتها الأربع أهمية الزواج وخطوة الطلاق وكيفية الحياة الزوجية وأن أهم عامل لاستمرار العلاقة الزوجية هو الاحترام والتقدير. وقالت: «إنها تتعجب من وجود بعض المشاهد مما يسمى حفلة الطلاق». واقترحت السلطان أن يتم وضع شرط لإتمام عقد القران وهو وجود شهادة دورة للزوجين خاصة بالعلاقات الزوجية وأن تكون مفعلة.
مشاركة :