الأرزاق بيد الله، وكل منا يخرج كل يوم من منزله ولا يعلم ما هو مُقدَّر له من رزق، فالله عز وجل يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، وقد حثّنا المولى عز وجل على العمل والسعي والبحث عن الرزق، ونهى عن العجز والكسل، كما أكد المولى بأن ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها، وهناك العديد من الآيات في القرآن الكريم والأحاديث النبوية التي تُؤكِّد بأن قضية الرزق هي قضية ربانية، ولكنها في نفس الوقت تحتاج منّا -كأفراد- إلى العمل والسعي. قصة طفلة الحاويات، والتي حدثت قبل عدّة أيام وذاع صيتها في وسائل التواصل الاجتماعية، وخلاصتها أن أحد الشباب قام بتصوير طفلة داخل حاوية لجمع النفايات تبحث عن ما يسد رمقها، ووضع عليها تعليقا ساخرا منسوبا لأحد الأندية الرياضية، وبغض النظرعن الخطأ الكبير الذي ارتكبه هذا الشاب بتصوير هذه الصورة والتعليق عليها مثل هذا التعليق ونشره، وبغض النظرعن الوضع النظامي للطفلة أو مكان وجودها داخل الحاوية، وخطأ ما تقوم به، وعلى الرغم من وجود أطفال آخرين في العديد من مدن المملكة يقومون بنفس العمل، ونحتاج من الجهات المعنية إلى وضع حلول لهذه الظاهرة، إلا أن قيام هذه الطفلة بهذا العمل وانتشار صورتها في الحاوية وهي تجمع بواقي الطعام والعلب الفارغة ساهم في وصول رزق كبير لها، فقد تبرّع أحد الموسرين بمبلغ 50 ألف ريال للطفلة، كما ظهر الشاب الذي قام بأخذ الصورة للطفلة بالاعتذار للطفلة وتقبيل رأسها واعترف بخطئه وبسوء ما فعل، وفي المقابل تواصلت التبرعات المتعاطفة مع الطفلة والهدايا حتى وصلت إلى قرابة 400 ألف ريال، وهي التي كانت تتمنى أن تجد بواقي طعام داخل حاوية النفايات تسد رمقها وجوعها. هناك العديد من الفوائد من هذه القصة، ولكن في رأيي أن في مقدمتها أنها تذكرة للعاطلين، ومن رضوا بالبطالة والبقاء في المنزل، وعدم الخروج للبحث عن عمل، أن الله قادر أن يسوق لك الرزق كما ساقه لهذه الطفلة، فكل ما عليك هو السعي والبحث والاجتهاد في طلب الرزق بكل إمكاناتك، وكُن على ثقة ويقين بأن الرزق سيأتي -بإذن الله- وإن تأخَّر، فالمهم هو مواصلة السعي بكل جد واجتهاد، مع اليقين بأن الرزق آت من الله. Ibrahim.badawood@gmail.com