الدراجات تقود ثورة النقل وليس السيارات ذاتية القيادة

  • 7/11/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يواصل سباق الشركات تحو تطوير السيارات ذاتية القيادة والوعود الكبيرة المرتبطة بها وحجم الاستثمارات، الاستحواذ على اهتمام وسائل الإعلام، رغم أن الشوارع العالمية تشهد غزوا غير مسبوق للدراجات الكهربائية والسكوتر ووسائل النقل القريبة منها. قد يبدو غريبا أن توضع السيارات ذاتية القيادة في مقارنة مع الدراجات وأنواع السكوتر الكثيرة، التي يشبه بعضها لعب الأطفال، رغم أن الأولى قد لن تصل قريبا سوى إلى بضع المئات من المستخدمين في وقت وصلت فيه الثانية مئات ملايين المستخدمين في كل أنحاء العالم. وتشترك الجبهتان في هدف واحد هو توفير بدائل للسيارات التقليدية من أجل تقليل الازدحام والانبعاثات، لكن من خلال وسائل مختلفة وتنقسم بينهما فرق المبتكرين والمطورين. مضت عشر سنوات على إعلان غوغل بدء العمل على تطوير السيارات ذاتية القيادة، لتصل في ديسمبر الماضي إلى إطلاق أول خدمة تجارية محدودة أطلقت عليها ويمو. ورغم أنه اختراق كبير إلا أنه يقتصر على منطقة صغيرة في فينيكس بولاية أريزونا الأميركية. الوعود كثيرة باقتراب وصولنا إلى عهد السيارات ذاتية القيادة لكن الكثير من خبراء التكنولوجيا أصبحوا أكثر تشاؤما حول قرب توفر تلك السيارات على نطاق تجاري واسع، بل إن بعض اللاعبين الصغار انسحبوا من السباق مثل شركة درايف أي.آي، التي استحوذت عليها شركة أبل. على النقيض، ظهرت في العامين الماضيين آلاف الدراجات الكهربائية والدراجات الإلكترونية في الشوارع في معظم أنحاء العالم، والتي يمكن استئجارها من خلال تطبيق وتركها أينما تشاء. وقت أثبتت أنها أكثر ملاءمة من العديد من أنظمة الدراجات العامة، التي ينبغي وضعها في محطات محددة. هناك أسئلة كثيرة حول سلامة الدراجات الكهربائية والإلكترونية وتنظيمها وقوة تحملها. يبقى أن نرى ما إذا كانت الشركات الناشئة الرائدة في مجال أجهزة التنقل الصغيرة مثل “بيرد أند لايم” التي تملك وتدير الإيجارات ستتمكن من تحقق الأرباح. وتشير البيانات إلى الشركة تشهد ارتفاعا كبيرا في الطلب منذ فصل الربيع، بعد تراجع متوقع في فصل الشتاء. وقامت ألمانيا بوضع تشريع لاستخدام الدراجات الإلكترونية، لكنها لا تزال غير قانونية في بلدان أخرى مثل بريطانيا، ومع ذلك فإن السكوتر والدراجات الإلكترونية من شركات مثل أوبر وجمب تنتشر بالفعل في جميع أنحاء لندن. ويبدو أن ركوب السكوتر والدراجات الكهربائية يمثل مغامرة ممتعة للكثيرين، حيث يستخدمها كثيرون للمتعة وليس الانتقال من مكان إلى آخر. ويقول البعض إنها تعيدهم إلى أحاسيس الطفولة. السكوتر والدراجات الإلكترونية قد تصبح قريبا ذاتية القيادة قبل أن تتمكن السيارات من بلوغ ذلك الهدف ومن المتوقع أن ترتفع حدة الأسئلة القانونية بعد تسجيل إصابات وحتى وفيات، لأن عددا قليلا من مستخدميها يرتدون خوذات. وتحاول باريس، التي كانت سباقة في السماح باستخدامه، كبح جماحها بعد تزايد عدد الشركات التي أطلقتها مما أدى إلى انسداد الأرصفة. ومنذ سنوات طرحت مخاوف من غزو مفاجئ للسيارات الكهربائية يفوق قدرة الجهات التنظيمية على التعامل معها، حيث تفتقر الجهات التنظيمية إلى بيانات الاستخدام، التي يحتاجون إليها لوضع قواعد جديدة للطرق. كما أن الشركات لا تحصل على الملاحظات، التي تحتاجها لإعادة تصميمها. أما السكوتر والدراجات الإلكترونية فهناك بالفعل آلاف الأنواع وهي تتطور بسرعة كبيرة. ويقوم العديد من مشغلي الاستئجار بإرسال البيانات إلى سلطات المدينة حول مكان وكيفية استخدام أساطيلهم. قد يستغرق الأمر عقدا آخر قبل أن نكتشف ما إذا كانت السيارات ذاتية القيادة تعمل حقا في الطقس السيء أو المدن المزدحمة المعقدة مثل لندن ونيويورك. وبحلول ذلك الوقت، سيكون السكوتر والدراجات الإلكترونية جزءا مألوفا من الحياة الحضرية، وربما تبدأ بقيادة نفسها ذاتيا قبل أن تفعل السيارات. قد نحتاج سنوات لمعرفة السيارات ذاتية القيادة قد يستغرق الأمر عقدا آخر قبل أن نكتشف ما إذا كانت تعمل حقا في الطقس السيء أو المدن المزدحمة المعقدة مثل لندن ونيويورك.

مشاركة :