قضية أراد أحد الإعلاميين الشباب الأمريكيين إثباتها لمتابعيه حول طريقة تعامل الناس مع مظهر الإنسان دون النظر إلى مخبره ومعدنه.. فقد ارتدى ملابس رثة واصطحب معه فريق تصوير تلفزيوني لتصويره في محاولته الدخول لتناول الطعام في أحد المطاعم الفخمة، ثم كرر التجربة بعد ساعة حين عاد مرتديًا أفخر الملابس وراكبًا سيارة فيراري.. فماذا حدث؟ *** أعتقد أن جميعنا تقريبًا يعرف الإجابة، ففي الحالة الأولى رفض القائمون على الخدمة في المطعم الفخم السماح له بالدخول بثيابه الرثة رغم أنه أخبرهم أنه قادر على الدفع، وأظهر لهم النقود التي تُمكِّنه من الدفع مقابل وجبة الطعام. أما في الحالة الثانية فقد استُقبل من باب المطعم بترحاب كبير واحترام منقطع النظير. *** كان رد الإعلامي الشاب قويًا وجاء في شكل رسالة أراد نقلها ليس لأصحاب المطعم وحدهم بل لجمهوره الذي يشاهد برنامجه، وللمجتمع قاطبة: إذا لم تستقبلوني وأنا بملابس متواضعة، فلا يُشرفني أن أتناول وجبتي في مكان يحكم الناس فيه على المظهر وليس على المخبر.. ويتعاملون فيه مع الناس بعنصرية تُقدِّر الغني وتُحقِّر الفقير! *** الواقع أننا كل يوم نقوم بإصدار أحكام قاطعة على الآخرين.. وهذه طبيعة بشرية لا نستطيع الفكاك منها. كلنا في الغالب ذلك الرجل دون حيلة منا! فللناس مقاييس غير تلك التي عند الله تعالى. الناس يُعظِّمون الأغنياء والأقوياء. فالغني عند الناس مُبجَّل مُحتَرم، والقوي مرهوب الجانب مُطاع.. لذا نحمد الله أن جعل الحساب والعقاب في يده.. وإلا دخل البشر جميعًا النار بأحكامهم على بعضهم البعض!! نافذة: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره). nafezah@yahoo.com
مشاركة :