جميلٌ أن نستهل شهر رمضان المبارك في مملكتنا الحبيبة بالكلمة الضافية لخادم الحرمين الشريفين التي أكد فيها حفظه الله وولي عهده رفض المملكة العربية السعودية استغلال المتطرفين للدين بهدف تنفيذ مصالحهم الشخصية، فالمملكة، كما أكد الملك عبدالله "لن تسمح أبداً بأن يُستغل الدين لباساً يتوارى خلفه المتطرفون والعابثون والطامحون لمصالحهم الخاصة متنطعين ومغالين ومسيئين لصورة الإسلام العظيمة بممارساتهم المكشوفة وتأويلاتهم المرفوضة". *** ومن المؤسف أن يحل شهر رمضان في بعض بلداننا العربية وقد حلت الفتن والاقتتال والعنف محل الهدوء والاستقرار، والبغضاء والكراهية محل الحب والوئام. وإذا كان الوضع هنا وهناك في بعض بلداننا العربية ينبئ باقتتال ودماء، فإن الوضع في سوريا على وجه الخصوص يحمل مزيداً من العنف والقتال للسنة الثالثة على التوالي. فرغم دعوات التهدئة احتراماً للشهر الفضيل من فصائل المقاومة السورية، ولما لرمضان من مكانة خاصة عند الشعب السوري مثله مثل معظم شعوب العالم الإسلامي، لكن النظام السوري أبى إلا أن يستقبل السوريين هذا الشهر بالرصاص والقنابل والصواريخ غير آبه بكل دعوات التهدئة ولا بقدسية الشهر الفضيل الذي لا قتال فيه ولا إراقة للدماء. *** هذا هو حال أمتنا العربية المخجل المبكي إذ يدخل شهر رمضان الفضيل بينما تفوح رائحة الموت هنا وهناك من أرجاء البلدان العربية، وبدلاً من أن يحرص الجار أن لا ينام وجاره جائع، نراه أكثر حرصاً على أن لا ينام وجاره ينعم بالحياة فيتسلط المسلم على أخيه المسلم بالتهديد والوعيد والقتل والدمار دون أي إعتبار للأشهر الحُرم التي يُعد شهر رمضان أكثرها قداسة .. حيث تكتسي روحه الطاهرة المسلمين، الذين اعتبروا التخلق بآداب الصيام بابًا لدخول الجنة، وطريقاً يسيراً لتعلم مهارات إنسانية كثيرة، وتنمية قدرات إنسانية أكثر، فبالصيام يتعلم الإنسان الصبر والقدرة على ضبط الذات، ويعتبره المسلمون سبيلاً للخلاص من عاداتهم السيئة التى اكتسبوها فى غير رمضان. *** وهكذا فإذا كان القتال بين المسلمين حراماً فإنه أكثر حرمة في رمضان الذي جعل الله سبحانه وتعالى أيامه ولياليه زمناً للاجتهاد في العبادة والطاعة .. شهر تسامح ينعم فيه المسلمون وكافة من يشاركونهم في أوطانهم بالسلام مع النفس ومع الغير. فما أحرى كافة الأطراف المتصارعة أن تستجيب لنداء الشهر الكريم، وأن يثبتوا لغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى وأعضاء القوى السياسية المناهضة أن الله ثم الوطن أحب إلى قلوبهم من السلطة. وعيب على المسلمين أن يصل الأمر بينهم إلى درجة يحتاجون فيها إلى نداءات ووساطات من الغير، ويخرج الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ليذكرهم بمبادئ دينهم وليناشد المسلمين إلى هدنة خلال شهر رمضان، ويؤكد إن رمضان من الأشهر الهجرية التي من المفترض أن يتوقف فيها الاقتتال وكأن ليس بينهم عاقل يقولها؟!: إن الله قد فرض الصيام لتحقق التقوى والخوف من الله فيه وهذه التقوى هي التي تمنعهم من التشرذم والتحزب يصاحبها آيات من القرآن منها مايطلب من النبي أن يتبرأ من «المتحزبين» يقول الله تعالي: }إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ{. [الأنعام:159] نافذة صغيرة: [[إن الإسلام يرفض الفرقة باسم تيار هنا وآخر هناك، وأحزاب مثلها تسير في غياهب ظلمتها، تحسب في غمرة الفتنة أنها على شيء وإنما ضلت سواء السبيل، مدركين في هذا كله عالمية الإسلام وسعة مظلته بعيداً عن الأسماء المستعارة والمصطلحات والأوصاف المحدثة التي تسعى بضلالها في اختزال هذا العنوان العريض في جبين تاريخنا الإنساني إلى هذه المعاني الضيقة والسبل المتشتتة.]] عبدالله بن عبدالعزيز nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :