وجدت إسرائيل نفسها بعيدة عن بؤرة الأحداث والاهتمام حيث تصدرت دول الربيع العربي التي ثارت شعوبها على أوضاعها الداخلية وامتدت إلى أكثر من دولة عربية كأحجار الدومينو تسقط وراء بعضها حجراً بعد حجر، فخلت الساحة لإسرائيل لتفعل ما تشاء في الأراضي العربية المحتلة دون وازع أو رقيب مستغلة انشغال العرب بعضهم ببعض عن الاهتمام بما يحدث «لأهلهم وعشيرتهم» في الأراضي الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي. *** لكن هاهي إسرائيل تعود إلى الواجهة مُجدداً، ليس برغبة منها أو إصرار على البقاء في دائرة الأحداث ولكن لفضح بعض منظمات حقوق الإنسان العالمية للممارسات الإسرائيلية التي تتسرب أنباؤها رغم من كل ما يتخذه الإسرائيليون من حيطة وحذر. فقد بثت منظمة حقوقية إسرائيلية صوراً لاعتقال الطفل الفلسطيني وديع مسودة - الذي يبلغ من العمر خمس سنوات - على يد قوات الاحتلال قرب الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل المحتلة، ووثق مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بيتسيليم) حادثة الاعتقال في شريط فيديو، حيث بدا الطفل مذعورا يبكي بينما يحيط به جنود مدججون بالسلاح، ثم يقتادونه إلى داخل سيارتهم العسكرية مع والده معصوب العينين. وندد المركز بهذا الاعتقال الذي وصفه بأنه غير شرعي ومخالف لكل القوانين والأعراف، مؤكداً في بيان أن الجنود هددوا الطفل وذويه أثناء الاعتقال. *** لقد استطاعت الأحداث في الشارع العربي أن تسرق الاهتمام وأقلام وكاميرات وصفحات الإعلام العالمي وتجعل غيرها من الأحداث والجرائم في خلفية الاهتمام. فلا يمكن لأي منظمة حقوقية مهما كانت موضوعية ومنصفة أن تتغاضي عن ما يحدث في سوريا من جرائم ترتكبها السلطات السورية ونظام بشار الأسد ضد الشعب السوري. وما نراه من صور وفيديوهات تحمل لنا جرائم بشعة تجري ضد الشعب السوري دون استثناء للأطفال والنساء كباراً وصغارا، يؤكد أن النظام السوري، والتنظيمات والعصابات المتعاونة معه، كما يقول رئيس تيار المستقبل ورئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري, تستنسخ جرائم إسرائيل وتطبقها في سوريا، لتتحول هذه التنظيمات «إلى رأس حربة في جريمة موصوفة ينفذها النظام ضد شعبه». *** وإذا ما ظن البعض أن مثل هذه الممارسات هي عمل فردي أو استثنائي قام به جندي إسرائيلي أو بعض الجنود فإن منظمة «بتسيلم» الحقوقية، الناشطة في مجال حقوق الفلسطيني، التي تابعت ما قام به سبعة جنود وضابط باعتقال الطفل الفلسطيني، تؤكد إن مثل هذه الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني هي ممارسات ممنهجة ومستمرة. ففي الرسالة التي بعثت بها المنظمة الى قائد المنطقة العسكرية في الضفة الغربية، حول ممارسة الجيش الإسرائيلي تؤكد المنظمة أن «الحديث لا يدور عن جندي أخطأ ، إنما عن تصرف جماعي لجنود قاموا بإخافة طفل في الخامسة من عمره الى درجة الرعب الشديد، دون أن يرمش لهم جفن». • نافذة صغيرة: خلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ماشئت أن تُنقّري قد رحل الصياد عنك فابشري ورُفع الفخ فماذا تحذري لابد لك من صيدك يوما فاصبري الشاعر الجاهلي طرفة ابن العبد nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :