حظيت محافظة العاصمة، ومدينة المنامة بشكل خاص، باهتمام بالغ من القيادة الرشيدة لتأخذ طابعًا خاصًا تميزت به عبر السنين الطويلة، لكونها قلب المملكة النابض وواجهتها الرئيسية والمركز المالي والاقتصادي للبحرين، ولاحتوائها على تاريخ ومعالم وشخصيات ساهمت في صنع نهضة الوطن في شتى المجالات وعلى مختلف الأصعدة، إضافة لكونها رمزًا لحوار الحضارات وتعايش الثقافات والأديان؛ بفضل تمركز العديد من الصروح الحضارية والتاريخية والدينية في قلب العاصمة المنامة.إن هذا الاهتمام انعكس بشكل ملحوظ على التنمية الحضرية في محافظة العاصمة، حيث شهدت المحافظة، وعموم مملكة البحرين، نقلات نوعية منذ تولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى مقاليد الحكم في كافة المجالات، ونستذكر في هذا المقام قول جلالته أيده الله، إن الأيام الجميلة لم نعشها بعد، ليملأنا التفاؤل والأمل بمستقبل مشرق رمزه قائد حكيم كتب قصة نجاح تاريخية، وشعب مخلص يستمد طاقته من قيادة رشيدة تضع الوطن والمواطن على رأس سلم أولوياتها، ونتطلع جميعا إلى عهد التنمية والتطور والازدهار والسلام.أن الأهمية التي تحظى بها محافظة العاصمة، تأتي بفضل ما تزخر به من معالم حضارية وسياحية وتاريخية، ومعالم الجذب المختلفة التي تلبي مختلف الأذواق، من أبرزها باب البحرين الذي يعتبر الشاهد الأكبر على تطور الحركة الاقتصادية في المملكة، والذي يقود السائحين نحو الاستمتاع بعراقة سوق المنامة الشعبي الذي فرض نفسه في سجلات التاريخ والحركة التجارية لمملكة البحرين، كما تضم العاصمة متحف البحرين الوطني الذي يتيح التعرف على تاريخ البحرين الغني طوال آلاف السنين، وقلعة البحرين التي تعطي مثالاً رائعًا من العمارة القديمة، ومركز الفاتح الذي يتيح التعرف على الثقافة الاسلامية، إضافة إلى بيت القرآن، هذا المبنى التاريخي الذي بني لاستيعاب مجموعة شاملة وقيمة من المخطوطات ذات الصلة بالقرآن الكريم، وهي مجموعة فريدة من نوعها على مستوى منطقة الخليج العربي بأسرها، ومسجد الخميس الذي يعد واحدا من أقدم الآثار الإسلامية في المنطقة، ولا يفوتنا في هذا المقام ان نستذكر المشاريع الاسكانية المقامة في العاصمة وامتدادها في مناطقها، الى جانب مشاريع البنية التحتية من جسور وأنفاق وشق للطرق والجهود التي تبذلها الحكومة لتشجيع القطاع الخاص على إقامة مشاريع تنموية تخدم عجلة التنمية الاقتصادية.وتترجم تلك المكتسبات رؤية وتوجهات جلالة الملك المفدى، حفظه الله ورعاه، وخطط الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، نحو إقامة مشاريع ريادية متميزة لانعكاس ذلك على جودة الحياة كمؤشر أساسي لازدهار المدن ورخائها، ما يعزز من مكانة العاصمة المنامة بين مختلف عواصم المنطقة.إن محافظة العاصمة، تعد شاهدا على رعاية مملكة البحرين خلال تاريخها الطويل لحرية ممارسة الشعائر الدينية لمختلف الأديان والمذاهب والعقائد، ففي العاصمة المنامة تتعانق الجوامع والكنائس والمعابد في انسجام وتناغم ومودة ومحبة قل نظيره في المنطقة، فالمنامة تضم كنائس يصل قدم بعضها إلى نحو 100 عام، إلى جانب وجود كنيس يهودي، وعدد من دور العبادة لمختلف الطوائف والأديان.كلنا فخر بتلك المكتسبات لمحافظة العاصمة خصوصا، ولمملكة البحرين عموما، وبهذه المناسبة لا يسعنا إلا ان نستذكر مقتطفا من كلمة جلالة الملك السامية التي وجهها جلالته لأهالي محافظة العاصمة في يوم 27 ديسمبر 2001م، إبان تفضل جلالته بوضع حجر الأساس لمكتبة «والد الجميع» المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، حيث أصبحت توجيهات جلالته السديدة واقعًا نعيشه في أيامنا هذه، فقد قال جلالته (أيده الله): «ونحن عندما نتحدث في هذا المقام عن المنامة درة الخليج، فإنما نتحدث عن تحضر البحرين وأهلها وما وصلت إليه من تنظيم وعمران ورقي وتقدم، حيث يحق لجميع البحرينيين أن يفخروا بعاصمتهم، فهي لهم رمز التعايش والوحدة الوطنية في العمل والحياة، كما إنها منارة الانفتاح والتسامح الإنساني بين مختلف الأجناس والأفكار».تلك كلمات تكتب بماء الذهب سيظل أهالي محافظة العاصمة، بل أهالي مملكة البحرين، يتذكرونها بكل الفخر والاعتزاز. كما إنها صورة تختزل معاني الوفاء والتلاحم بين القيادة الحكيمة والشعب الوفي.هشام بن عبدالرحمن آل خليفة محافظ محافظة العاصمة
مشاركة :