بلدٌ لا يحب الحياة

  • 7/19/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

سلامٌ على مطرٍ شاردٍ في ظنونِ السحابِ يفكرُ في شجرٍ لا يُرى مطرٍ ليسَ يهمي ولا يصعدُ القهقرى مطرٍ لا يحبُّ الحقولَ ولا يستبيحُ الذرى والقُرى يتسلقها الجدبُ أشجارُها ضارعاتٌ وأعينُها غرفٌ يتزاوجُ في جوفهنَّ الكرى طبتَ يا زمن القحطِ قال الربيعُ الذي.... وتساقطَ في لحظةٍ وجعاً أخضرا. سلامٌ على زمنِ القحطِ يأكلُ خضرةَ أيامنا وتسلمنا للجرادِ يداهُ جرادٍ أتى بحوافرهِ يتهجأُ أغصاننا وأقامَ على ظهرنا فانكسرنا وأذَّنَ _في أهلهِ_ للصلاةِ على القاحلين الخريف. سلامٌ - تقولُ الفؤوسُ - على بلدةٍ أرضعهتا السماواتُ لكنَّها فرَّطتْ في ينابيعها واستوى عودها للحصادِ وتبدأ رحلتها من جماجمنا وتغني: هنا بلدةٌ مرَّ يطرقُ أبوابها مطرٌ ناعمُ هنا بلدةٌ أكلَ الجدبُ أبناءها والسرابُ على صدرها جاثمُ هنا بلدةٌ شعبها لا يحبُّ الحياةَ ومنجلها نائمُ هنا بلدةٌ أغمدَ الخوفُ أسيافها والفناءُ - بآفاقها - حائمُ هنا بلدةٌ أدبتْ بالحرائقِ غاباتها واللظى نادمُ سلامٌ على مطرٍ كان يعرفُ وجهتهُ فهو بالمنتهى عالمُ سلامٌ على الماءِ ذاكرةٌ للحياةِ ووالدها الآثمُ والسلام على بلدةٍ فرَّ منها الصباحُ وعاثَ بها ليلُها الظالمُ هنا بلدةٌ كانَ يمكنُ أن لا تموتَ لكي يحزن العالمُ.

مشاركة :