لوّحت تركيا بالخيار العسكري شمال سوريا في صورة عدم التوصل إلى اتفاق بشأن منطقة آمنة على كامل الحدود بين تركيا وسوريا. وجاء التحذير التركي تزامنا مع بداية محادثات مع الولايات المتحدة في محاولة للضغط على واشنطن التي تدعم وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية. وتأتي المحادثات في أوج توتر في العلاقات بين البلدين على خلفية صفقة الصواريخ الروسية المثيرة للجدل، وقد اتخذت واشنطن إجراءات عقابية ضد أنقرة بعد تسلمها الدفعات الأولى من الدفاعات الجوية أس -400. ويقول مراقبون إن التوتر بين البلدين سيلقي بظلاله على المحادثات فيما بينهما بشأن الملف السوري. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الاثنين إن عملية عسكرية ستبدأ شرقي نهر الفرات إذا لم تتأسس منطقة آمنة مزمعة في شمال سوريا وإذا استمرت التهديدات التي تواجهها بلاده. وأضاف جاويش أوغلو أنه يأمل في التوصل إلى اتفاق بعد محادثات الاثنين مع المبعوث الأميركي الخاص بسوريا جيمس جيفري الذي يزور أنقرة حاليا. وحيال ملف الصفقة الروسية، قال أوغلو إن تركيا ستلبي حاجاتها من مكان آخر إذا رفضت واشنطن إعطاءها مقاتلات "إف 35". وأضاف أن العقوبات الأميركية على تركيا بسبب "إس 400" غير مقبولة، مشددا على أن أنقرة ستثأر في حال فرضها عليها.وكان مصدر عسكري تركي صرح في الأسبوع الماضي، بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يجري تقييما لاقتراح شراء أنقرة مقاتلات روسية من طراز "سو-35"، لكنه قال في المقابل إن الحديث لا يزال سابقا لأوانه. وكشف أوغلو أن عمل منظومة "أس 400" الروسية سيبدأ في العام 2020. وعلى الصعيد الميداني، كثفت روسيا من غاراتها الجوية شمال غرب سوريا على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، واستهدف سلاح الجو السوري بدعم من القوات الروسية معرة النعمان، وهي مدينة ذات كثافة سكانية عالية في محافظة إدلب بجنوب البلاد. وقال منقذون وسكان إن الضربات الجوية الروسية على سوق شعبية وأحياء سكنية أدت إلى مقتل 20 شخصا على الأقل وإصابة العشرات. ويعد شمال غرب سوريا آخر معقل كبير للمعارضة المسلحة ضد الرئيس بشار الأسد الذي تعهد باستعادة كل شبر من البلاد لكنه لم يحرز أي مكاسب تذكر خلال العمليات العسكرية المستمرة منذ أكثر من شهرين في المنطقة.
مشاركة :