التنبؤ بالركود الاقتصادي وردود الأفعال «2 من 2»

  • 7/27/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تنخفض معدلات البطالة ومنحنى العائد من المستويات المرتفعة، وعندما تصل إلى أدنى مستوياتها، فإنها ترتد مرة أخرى، ما يحدد سقفا لطول فترات التوسع. وفي فترة التوسع الحالية البالغة عشرة أعوام، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة بدأت تلك الفترة بمستوى بطالة مرتفع في عام 2009، يجب أن تكون قريبة جدا من بلوغ مستوى العمالة الكاملة وأن يكون منحنى العائد ثابتا أو معكوسا. تشير هذه الأنماط الإحصائية الثلاثة إلى ركود أمريكي على المدى القريب، فالتوسع أطول من أي وقت مضى، والبطالة منخفضة جدا، ومنحنى العائد معكوس. ولكن هل يمكن الاعتماد على هذه الأنماط الإحصائية في غياب أي من مؤشراتها الواضحة المبنية عليها؟ وهل يمكننا ملاحظة مؤشرات مختلفة؟ نعم، لكن لا يمكن للمرء أن يتجاهل حقيقة أن هذه الأنماط الإحصائية الثلاثة قوية ومتسقة في جميع الدورات الاقتصادية السابقة. وبعبارة أخرى، إذا استمرت الولايات المتحدة في توسعها الحالي لبضعة أعوام أخرى فسيكون ذلك بمنزلة إشارة إلى أن "الزمن الحاضر مختلف". هل يمكن أن يكون الزمن الحاضر مختلفا؟ وهل من الممكن أن تكون المخاطر أو الاختلالات التي أدت إلى فترات ركود سابقة إما غائبة أو مدارة بشكل أفضل اليوم؟ ربما. فأسواق الأسهم الأمريكية لا تبدو باهظة كما كانت سابقا في العام الذي سبق الركود الاقتصادي في 2001. ولم تعد أسواق الإسكان في الفقاعة العقارية ذاتها التي نشأت قبل الركود في عام 2008. لكن علينا أن نتذكر أننا في تلك الأعوام قللنا من أهمية هذه المخاطر. وقبل فترة الركود الكبير مباشرة، أشاد مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بمرونة النظام المالي الأمريكي في مواجهة الهبوط المحتمل في أسعار العقارات. ربما نحن فشلنا في تحديد أخطار أخرى قد تكون مهمة للدورة الاقتصادية الحالية. ودعونا لا ننسى أنه حتى بعد حدوث ذلك، فإن بعض حالات الركود لا تسبقها اختلالات كبيرة واضحة. على سبيل المثال، بدا الركود الأمريكي في عام 1990 بمنزلة تراكم لمخاطر أصغر مصحوبة بالأحداث الجيوسياسية (مثل غزو العراق للكويت). وبينما يصعب التنبؤ بالأحداث الجيوسياسية، فإنه ليس من الصعب إصدار قائمة بالتهديدات المحتملة التي يواجهها العالم اليوم (من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى النزاعات التجارية وانعدام الاستقرار المحتمل في منطقة اليورو والصراع بين الولايات المتحدة وإيران). وتشير الأنماط الإحصائية إلى أن الركود الأمريكي وشيك. لكن، هل يمكن أن يكون الزمن الحاضر مختلفا لأننا لا نستطيع تحديد الاختلالات الكبيرة كما في فترات الركود السابقة؟ ربما، لكن لاستبعاد حدوث ركود، نحتاج أولا إلى ضمان عدم وجود اختلالات أخرى "مخفية أو غير مأخوذة في الحسبان"، وإلى القدرة على مواجهة جميع المخاطر الاقتصادية والسياسية والتجارية الحالية دون التسبب بتباطؤ عالمي كبير. قد يكون هذا السيناريو ممكنا، لكن بالنظر إلى سجل الإحصاءات، فإن معدلات الرسم البياني العمودي الإحصائي لتحقيق مثل هذه التوقعات تبدو مرتفعة للغاية.

مشاركة :