على هامش «ملتقى النَّص» | محسن علي السُّهيمي

  • 4/15/2015
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

لا يزال النادي الأدبي الثقافي بجدة يواصل مسيرته الناجحة – طوال أربعين عامًا تولَّت- في رفد وإثراء الأدب والثقافة والفكر، ليس آخرها تنظيمه بالأمس للملتقى الثالث عشر لقراءة النَّص، وحرصه على استمراره لما يقرب من العقدين رغم تعدد الإدارات المتعاقبة عليه مما يدل على طبيعة العمل المؤسسي. الملتقى شهد ست جلسات نقدية ركَّزت على نتاج الرواد الأدبي تأريخًا ومراجعةً وتقويمًا، وكان بين يديه تكريمٌ للفائزَين بجائزة جدة للدراسات الأدبية والنقدية تناصفها الدكتوران (حسن النعمي وحسين المناصرة)، أعقب ذلك ندوة تكريمية عن المرحوم عابد خزندار. الجلسات النقدية الست قدَّمها نخبة من النقاد البارزين من داخل وخارج المملكة، وتناولت موضوعات شتى تتعلق بالنتاج الأدبي والفكري لجيل الرواد في المشهد الثقافي المحلي كالعواد وشحاتة وعبدالجبار وزمخشري وفقي وعبدالقدوس والسنوسي والحميدان وفدعق والرميح وغيرهم. واليوم وبعد هدوء فورة الدهشة الناتجة عن حسن التنظيم وفخامة الأسماء وعمق الطرح وقوة المداخلات وجماليات اللقاء يحسن بنا أن نعرِّج على بعض الملامح على هامش الملتقى دون الغوص في متنه. من تلك الملامح تواجد العناصر الشابة في الملتقى ما بين ملقية لأوراقها ومداخِلة ومستمتعة، ومنها حالة الوفاق التي بدأت تشيع بين المثقفين، ومن ذلك ما ذكره الدكتور الهويمل عن تغير موقفه إلى نحو إيجابي من الدكتور الغذامي، ومنها فكرة التعقيب على أوراق كل جلسة من قِبل أحد المثقفين وهي فكرة جميلة اختطها القائمون على الملتقى، ومنها حالة التأييد من قِبل النقاد والمثقفين لعاصفة الصحراء التي أطلقها الملك سلمان - حفظه الله- نجدةً للشعب اليمني الشقيق وحكومته الشرعية من خلال جلسات الملتقى واللوحات التشكيلية ولوحة التوقيعات. غير أن ما أدهشني وأسعدني هو تواجد الشاب (صالح بن سالم) ضمن كوكبة مقدمِي الأوراق النقدية؛ أدهشني بثرائه الفكري والمعرفي، وأسعدني أنه ينتمي لسلك (التعليم العام) ويعمل معلمًا (للصف الأول الابتدائي) وهذا يؤكد على أن في التعليم العام قامات أدبية وثقافية وفكرية وليس كما يُظَنُّ. وحينما سألته عن توفيقه بين تدريسه الصف الأول وثرائه الفكري والمعرفي قال لي: إن المثقف إذا اشتغل على نفسه فلا معنى بعد ذلك للموقع. ثم جاء البيان الختامي بتوصياته العشر ليشكل وثيقة جديرة بالاطلاع والمدارسة؛ نظرًا لما اشتملت عليه من رؤى وأفكار إبداعية شارك الأكثرية في طرحها من خلال الاستطلاع الذي وزَّعه النادي. عبارات الشكر تنثال على أدبي جدة ومجلس إدارته على كريم دعوتهم، وجميل احتفائهم، وحسن إدارتهم، ودماثة أخلاقهم، وعلى حسن ظنهم بي حينما أشركوني في صياغة البرقية المرفوعة لسمو أمير المنطقة، وفي لجنة صياغة البيان الختامي وتوصياته. Mashr-26@hotmail.com

مشاركة :