“مستشفى نمرة”..عِقد من الحِرمان! | محسن علي السُّهيمي

  • 9/25/2013
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

لا تزال شكاوى كثير من المواطنين، وأنَّات المرضى تتوالى على وزارة الصحة؛ نتيجةَ قصور في الأداء سواء على مستوى المنشآت الصحية التي امتدت لعقود وهي أسيرة التعثر، أو على مستوى الخدمات الصحية المقدمة التي تشهد تدنيًّا على المستويين الكمِّي والنوعي. وزارة الصحة تصحو وتمسى على كمٍّ وافرٍ من مطالبات وشكاوى كثير من المواطنين الذين لم يعد بوسعهم تحمل هذا القصور! قد نجد العذر لوزارة الصحة لو أن ميزانياتها ليست بمستوى تطلعات المواطنين، أو أن الوزارة نفسها هبطت من السماء فجأة فوجدت الوطن خاليًا من البنية التحتية التي تختص بالوزارة. لكن الواقع يشهد بغير ذلك؛ فميزانية الوزارة قد تعدل ميزانية بعض الدول، أمّا البُنية التحتية فهي متوفرة منذ زمن ليس بالقريب. دعونا نركز على حالة واحدة من حالات القصور في الخدمات الصحية لنتعرف على حجم المعاناة التي يعيشها كثير من المواطنين بعلم الوزارة. مستشفى (نَمِرة) بمحافظة العُرضيات يقف شاهدًا حيًّا على هذه المعاناة. المستشفى تسلمه المقاول وبدأ العمل فيه قبل ما يقرب من الـ(11) سنة وبالتحديد في (9/4/1424هـ) وخلال فترة عمله تجده مع الإنجاز بين مد وجزر. واستمر الوضع على هذه الحال مدة (7) سنوات ولم يُنجز من المستشفى (المنتظَر) سوى أجزاء من هيكله العظمي. خلال تلك السنوات العجاف استمرت مطالبات المواطنين وشكاواهم واتصالاتهم وكتاباتهم الصحفية، ومنها مقال كتبتُه بهذه الصحيفة عنوانه (السبع العجاف وتاج الصحة) بتاريخ (11/11/1430هـ). ويبدو أن تلك المطالبات لفتت الأنظار، فقد وقف الوزير (د. الربيعة) على الواقع يوم الجمعة (3/12/1430هـ). وبعد أن شاهد المعاناة أطلق للمواطنين وعدّه الشهير "سيكون المستشفى جاهزًا خلال (6) أشهر". ثم مضى على الوعد (3) سنوات وبضعة أشهر حتى اكتمل بناؤه وتشطيبه منتصف العام الجاري! وبذا يكون قد استغرق المقاول أو (المقاولون) لبناء وتشطيب مستشفى نمرة بسعة (50) سريرًا ما يزيد على (10) سنوات و(7) أشهر! واليوم يدخل المواطنون ماراثونًا جديدًا مع الوزارة يتمثل في المطالبة بـ(التجهيزات الطبية والأثاث غير الطبي وبعض الكوادر الطبية والإدارية) ولا أدري هل سنحتاج لعشر سنوات أُخَر لتتمكن الوزارة من توفير هذه المتطلبات؟! لأننا وحتى يومه لم نسمع بأن الوزارة أرست التجهيزات الطبية على مؤسسة من المؤسسات لتقوم بتوفيرها لمستشفى نمرة. كل ما نسمعه وعود متتالية لا تلبث أن تتبخر عندما تطلع عليها شمس الحقيقة. إضافة لعدم توفر التجهيزات الطبية والأثاث غير الطبي وبعض الكوادر الطبية والإدارية، فهناك (سكن الممرضات) الذي لم يكتمل أيضًا من الناحية الإنشائية فضلاً عن الأثاث اللازم له! وكأني بالوزارة لم تسمع أنَّات المرضى في المحافظة، ولم تصل إلى مسامعها حالات الحوادث التي يشهدها طريق الموت (طريق العرضيات) بشكل شبه يومي وتشهد إصابات خطرة ووفيَّات كان بالإمكان أن تُكتَب لها الحياة -بإذن الله- لو أن هناك مستشفى يتلقفها ويقوم على تقديم الخدمات اللازمة لها. نحن لم نُرهق وزارتنا المحبوبة فنطالبها بمستشفى (خمسة نجوم)، وإنما طالبناها بمستشفى (على قدِّنا) لا تتعدى خدماته (تنويم وعمليات بسيطة وعيادات خارجية) وما زاد على ذلك فسنلجأ للمستشفيات الخاصة. هنا لا أعفي الشؤون الصحية بمحافظة القنفذة التي تُشرف على مستشفى نمرة؛ فهي التي استطاعت -لسبب أو لآخر- استحثاث الوزارة ومقاوليها لاستكمال وتشغيل بعض مستشفيات المحافظة. والمأمول منها أن تمارس الأدوار نفسَها مع مستشفى نمرة الخدج. Mashr-26@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (52) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :