بلا شك أن علاقة الصداقة المتينة التي تربط المملكة المتحدة بمملكة البحرين تمتد عقودا طويلة جدا، وهي تتعزز يوما بعد آخر، بفضل جهود متواصلة من قبل المسؤولين في البلدين، ولكنْ ثمة عامل (منغص) يشوه هذه المسيرة من العلاقات الجيدة بين بريطانيا والبحرين، يتمثل في احتضان (لندن) عددا من الإرهابيين البحرينيين الموالين لإيران والمرشد الأعلى الإيراني (خامنئي) والصادرة بحقهم أحكام قضائية في جرائم إرهابية بالبحرين.. وكثير من هؤلاء (الإرهابيين) حصلوا على حق اللجوء السياسي في بريطانيا، ويتخذون من المدن البريطانية ملاذا آمنا للقيام بأعمال معادية لمملكة البحرين وتشويه سمعتها في الخارج بأوامر وتوجيهات إيرانية.. ولعل اعتلاء أحد هؤلاء الإرهابيين مؤخرا سطح السفارة البحرينية في لندن نموذج لذلك، وخصوصا أن نفس الشخص سبق أن تمت إدانته بالجريمة نفسها عام 2012م. كلنا يعرف أن السفارة البحرينية كغيرها من سفارات العالم في لندن من المفترض أن تكون مصونة ومحمية من قبل السلطات الأمنية البريطانية، والشخص الذي اعتلى (احتل) سقف السفارة لم يكن يوجه احتجاجا سلميا، بل كان يعلن صراحة دعمه لأعضاء تابعين لمنظمات إرهابية مدرجين بقوائم الإرهاب في المملكة المتحدة ذاتها. وكما أسلفنا أن علاقة البحرين بالمملكة المتحدة تمتد عقودا طويلة، وهناك صلات حميمة وقوية بين قيادتي البلدين، لكن هذه (الحادثة) المتمثلة في احتضان بريطانيا هؤلاء الإرهابيين البحرينيين المقيمين في المدن البريطانية، الذين يتحصنون بوثيقة (اللجوء السياسي) البريطاني، إن لم يكونوا يحصلون على مساعدات مالية شهرية تقتطع من جيب وضرائب المواطن البريطاني، ويتحركون بحرية واستفزاز لكل مواطن أو مسؤول بحريني يختلف معهم في الرأي، ويحتلون مبنى السفارة البحرينية في انتهاك صارخ للقوانين الدولية الخاصة بحماية السفارات.. هؤلاء الارهابيون هم الذين يلوثون مسيرة العلاقات الحميمة بين البلدين. آن الأوان للمسؤولين في بريطانيا لأن يضعوا حدا لتصرفات هؤلاء داخل أراضي بريطانيا، وخصوصا أنهم موالون لإيران، والعلاقات شبه متوترة هذه الأيام بين بريطانيا وإيران بسبب احتجاز سفن الشحن النفطية، ويمكن أن يكون هؤلاء خلايا نائمة لإيران داخل بريطانيا، ومستعدين للقيام بتفجيرات إرهابية بمجرد صدور (أمر) من طهران في أي لحظة.
مشاركة :