فى عبارة بليغة قالها الإمام على بن أبى طالب: لو كان الفقر رجلا لقتلته، لكن الفقر لم يكن رجلا وإنما نظاما يتجسد يوما بعد آخر من صنع أنظمة رأسمالية.. إنه الكاهن الأعظم: اقتصاد السوق الواحد!أزمة المديونية... أزمة الطاقة... أزمة النقد، تلك هى قرابين المذبح الدولاري، وأضحية العيد الرأسمالي، المسمى بالأزمة الدورية.البطالة... الجوع... الفقر... الكساد... الإفلاس، تلك هى آلهة الفتك العوالى الساكنة فى سماء عالم دنس «اليد». يد الإنسان، الَّتى بفضلها انفصل عن مملكة الحيوان.تلك كما يقول الأستاذ الدكتور محمد عادل زكى: هى النتائج الحتمية لعبادة صنم التداول ليقرب إلى الأرباح زلفى، بعد إطاحة النصوص المقدسة الحقيقية الَّتى جاء فيها: أن الأرباح لا تلدها عذراء؛ فهى تتكون فى مجال الإنتاج بتفاعل قوة العمل مع وسائل الإنتاج، وأن الثمن هو المظهر النقدى للقيمة، ولا يفترض أن يكون تعبيرًا صادقًا عنها، إن الأزمة فى بعد كبير من أبعادها تكمن فى القطيعة بين القيمة والثمن على المستوى الأول، وتتبدى فى الثمن نفسه فى المستوى الأول مكرر. هى إذًا النتائج الطبيعية لمسخ علم الاقتصاد السياسي. إنها نتائج أولية لسيادة ثقافة واحدة، وهيمنة حضارة وحيدة ليس بإمكانهما سوى صناعة نعش... يلفظ العالم بداخله أنفاسه الأخيرة.التخلف... التنمية، مفردان لا يجوز فهمهما إلا مِن خلال شروح كهنة المؤسسات الدولية للإبادة الإنسانية، فلقد سطر فى كتاب الانحطاط أن التخلف هو أن تحيا عاصيًا لرب السوق، مارقًا عن شريعته المدونة فى ملاحق الجات المقدسة. التنمية هى محبته والفناء فيه... التخلف هو الفرار من الهلاك، أما أن تهرول نحوه فتلك هى التنمية... التنمية التى تمتلئ أحشاؤها بالمزيد من ضحايا البطالة والجوع والفقر والمرض. حقًا، ٥٠٠ عام من الانحطاط. ٥٠٠ عام قاد المخبولون فيها العميان على ظهر كوكب ينتحر.وفى مصر المحروسة قال اللواء خيرت بركات، رئيس الجهاز المركزى للإحصاء إن أبرز نتائج بحث الدخل والإنفاق لعام ٢٠١٧ /٢٠١٨ تضمنت بلوغ نسبة الفقر على مستوى الجمهورية نحو ٣٢.٥٪ مقابل ٢٧.٨٪ فى بحث ٢٠١٥ بزيادة ٤.٧ نقطة مئوية.وأكد «بركات» أن أهمية البحث تنبع من أن نتائجه تتكون من موضوعات ترتبط بظاهرة الفقر التى تعد من أبرز الظواهر الاجتماعية، والتى تؤثر سلبًا على الأفراد وعلى تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية.وكان الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء قد عقد مؤتمرًا صحفيًا موسعًا للإعلان عن نتائج بحث الدخل والإنفاق والاستهلاك لعام ٢٠١٧ /٢٠١٨، تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولى، رئيــــس مجلـــــس الـــــوزراء، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، واللواء خيرت محمد بركات رئيس الجهاز.ويهـدف البحـث إلـى توفـير بيانات تفصيليـة تسـاعـد فـى التعرف علـى الأنماط الاستهلاكية فى المجتمع والتغيرات التى تطرأ عليها، كما يوفر بيانات تمكن من قياس مستوى المعيشة، ومستويات وخريطة الفقر، إضافة إلى توفير الأوزان اللازمة لتركيب الأرقام القياسية لأسعار المستهلكين والتى تعد مؤشرًا مهمًا لقياس التضخم.وقد تم البدء فى العمل الميدانى للبحث مطلع أكتوبر٢٠١٧ وانتهى العمل الميدانى فى نهاية أكتوبر ٢٠١٨ ونفذ البحث على عينة بلغت ٢٦ ألف أسرة فى مختلف المحافظات.وقال التقرير ان الحكومة قد تبنت سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية فى السنوات الأخيرة، شملت تحرير سعر صرف الجنية مقابل الدولار وخفض دعم الوقود ضمن برنامج قرض تم توقيعه مع صندوق النقد الدولى فى نوفمبر من عام ٢٠١٦ بقيمة ١٢ مليار دولار على ٣ سنوات، وقد صاحبت تلك الإجراءات حزمة إجراءات اجتماعية لتخفيف آثار الإصلاح على المواطن.ويجرى الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء بحث الدخل والإنفاق كل عامين، ليرصد النتائج حول تعداد الفقر فى الدولة، وتحديد خط الفقر.ويتم تنفيذ البحث على مدار عام من العمل الميداني، بخلاف ٣ أشهر لجمع النتائج، ويدرس مستويات معيشة المواطنين من مختلف النواحي، كما يقيس الدخل والنفقات على مدار العام.وقال الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، إن نسبة المصريين الذين يعيشون تحت خط الفقر ارتفعت إلى ٣٢.٥٪، وفقا لبحث الدخل والإنفاق والاستهلاك لعام ٢٠١٧- ٢٠١٨.وكانت نسبة المصريين الذين يعيشون تحت خط الفقر بلغت ٢٧.٨٪، وفقا لبحث الدخل والإنفاق لعام ٢٠١٥.وقال اللواء خيرت بركات، رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فى مؤتمر صحفي، إن نسبة الفقر ارتفعت بنسبة ٤.٧٪، مقارنة ببحث ٢٠١٥.وأضاف أن البحث أظهر أن محافظات الوجه القبلى تتعدى خط الفقر القومي. وأضاف أن العينة التى خضعت للبحث بلغت ٢٦ ألف أسرة، صممت لتكون ممثلة على مستوى محافظات الجمهورية وتمت زيارتها ٨ مرات خلال مدة البحث.وخط الفقر الكلى يشير إلى الحد الأدنى من الدخل الذى لا يمكن للفرد تلبية احتياجاته الأساسية إذا لم يحصل عليه. ويختلف تقدير خط الفقر من منطقة لأخرى داخل مصر، نتيجة اختلاف تكلفة المعيشة.وحدد الجهاز خط الفقر عند مستوى ٨٨٢٧ جنيها فى السنة، وهو ما يعادل حوالى ٧٣٥.٥ جنيه شهريا، وفقا لنتائج بحث الدخل والإنفاق لعام ٢٠١٧-٢٠١٨، وذلك مقابل ٥٧٨٧.٩ جنيه سنويا، أو نحو ٤٨٢ جنيها شهريا، فى البحث السابق لعام ٢٠١٥.وبحسب ما أعلنه الجهاز فإن خط الفقر المدقع للفرد فى مصر فى بحث الدخل والإنفاق لعام ٢٠١٧-٢٠١٨ بلغ ٥٨٩٠ جنيهًا فى السنة، أى ما يعادل نحو ٤٩١ جنيهًا شهريا.وكان رئيس جهاز التعبئة العامة والإحصاء السابق، اللواء أبوبكر الجندي، توقع فى حوار سابق مع مصراوي، ارتفاع قيمة خط الفقر، فى البحث الجديد للدخل والإنفاق بعد تعويم الجنيه فى عام ٢٠١٦.خلص الكلام.
مشاركة :