سارة جريفيث * ليس من المستغرب أن تصبح الوظيفة الدائمة فـي عام 2019، حلماً بعيد المنال للأغلبية العظمى من الناس؛ إذ انتشرت الوظائف المؤقتة بمعدل غير مسبوق، حيث تشير دراسات إلى أن نحو 57 مليون شخص في الولايات المتحدة، و1.1 مليون شخص في المملكة المتحدة، موظفون مستقلون يعتمدون على وظائف بعقود مؤقتة وقصيرة الأجل، لسداد الفواتير الشهرية.ونشرت الجمعية الملكية لتشجيع الفنون والصناعة والتجارة، تقريراً سلطت فيه الضوء على التحديات والفرص في أسواق العمل مستقبلاً. وجاء فيه أنه بحلول عام 2035، سيصبح أغلب العاملين في العالم محرومين من الأمان الوظيفي الذي تكفله عقود العمل طويلة الأجل.أما الأسوأ من ذلك، فهو أن كل حركاتنا وسكناتنا في أماكن العمل ستخضــــع للمراقبـــــة، بعد أن أصبحــــت مليارات الأجهزة والأشياء التي نستخدمها في حياتنا اليومية متصلة بالإنترنت.يقول موظفون سابقون إنه كان لزاماً عليهم يومياً تسجيل الحضور والانصراف عبر برنامج على الكمبيوتر، والإفصاح عن أوقات الراحة، وحتى دخول المرحاض. وكانت الشركة تُحصي الأنشطة التي يُجرُونها يومياً مقسومة على ساعات العمل، ثم تخصم منها أوقات الراحة لتقدير الإنتاج اليومي.تقرير الجمعية الملكية وضع تصورات لسوق العمل بحلول عام 2035، أطلقت على أحدها «اقتصاد الدقة المتناهية». وفي إطار هذا النموذج، ستكون الشركات قادرة على الاستفادة من البيانات التي تجمعها لحظة بلحظة، بواسطة أجهزة الاستشعار من أجل تحقيق التخصيص الأمثل للموارد، وسيزداد اعتماد الشركات على الموظفين المستقلين في قطاعات الرعاية الصحية، والبيع بالتجزئة لتنفيذ مهام قصيرة الأجل.استمعت خلال الفترة الماضية إلى الكثير من التجارب الشخصية التي تحكي تفاصيل الأوضاع الجديدة التي تشهدها قطاعات العمل المختلفة، والتي تتضمن العمل تحت المراقبة المستمرة، ومنها شركة للعلاقات العامة كانت تطلب من موظفيها تسجيل أنشطتهم في برنامج الجداول الزمنية كل 15 دقيقة، أو 30 دقيقة أو ساعة، وكانت بيئة العمل مشحونة بالقلق والضغوط. ومثال آخر لطالبة عملت في متجر للبيع بالتجزئة، كان يُقيم الأداء بحسب عدد الأصناف التي يمررها البائع على جهاز المسح في الدقيقة، وقد يتعرض الموظف لإجراءات تأديبية في حال لم يسجل العدد المطلوب من الأصناف. * بي بي سي
مشاركة :