"الإنسان الناجح يذهب لعمله وكأنه يذهب إلى موعد غرامي." - مصطفى أمين - يروي الكاتب كارمن چالو في كتابه "تحدث مثل تيد" قصص نجاح الكثيرين ممن التقى بهم طوال سنوات في شتى المجالات ، الا أن اللافت في الأمر هو القاسم المشترك بين هؤلاء : شغفهم بما يقومون به بعد مشوار طويل من النضال باتجاه أحلامهم رغم تخويف الكثيرين لهم من حولهم. ويضيف الكاتب أنه حاول كثيراً -عبر محاضراته- التي ألقاها في عدة مدارس ثانوية وجامعات حث الشباب على اتباع ما " تهفو اليه قلوبهم" بدلاً من المشي وراء الخريطة الروتينية في معظم المجتمعات و تجنب عمل مايحبونه خوفاً من عدم النجاح وضعف المردود المادي. لاشك أن الظروف تحكم بشكل كبير على الغالبية العظمى في اختيار التخصص خاصة حين تفشل مؤسسات الدول في التنبؤ باحتياجات المرحلة المقبلة أو في الإخفاق باستيعاب الموهوبين خصوصاً من أبناء الطبقات الدنيا. لعلي أشارك الكثيرين في فتح نافذة مستقبلية لجيل جديد يعمل بما يحب يوماً ما ليبدع وينهض به الوطن عبر تقديم القدوات من الناجحين في تخصصاتهم وتسليط الضوء عليهم عبر لقاءات مبكرة مع الأطفال في سنوات الدراسة الأولى والمتوسطة وحتى الثانوية التي قد يظل الكثيرون فيها في حال المترددين. شاهدت عبر السنين موظفين يجبرون أنفسهم على الذهاب الى أعمالهم التي لا يحبونها و يحلمون بالتقاعد منذ العقد الثالث من أعمارهم! لقد خص الخالق كل واحد منا بهدية تكمن في مواهبه واختلاف طريقة رؤيته للأمور، وإنني لأحلم بجيل من المبدعين والعلماء الحقيقيين في مختلف التخصصات العلمية والإنسانية يفجِّر هذه الطاقات الكامنة بدلاً من دفنها وهي حية.
مشاركة :