لي صديق فيلسوف ، دوماً ما نتحاور .. وهذا آخر مادار بيننا من حوار: قلي.. مازلت مصمماً على أن الديمقراطية تصلح للجميع ؟ قلت : نعم ولم لا؟ طبقها غيرنا ولا أرى سبباً لكي لا يكون العرب أهلاً لها، ثم إنها أفضل من الديكتاتورية ، وهي سبب في تقدم الكثير من الشعوب. -أوافقك تماماً ، يقول عنها تشيرتشل : «الديمقراطية نظام سيئ ولكن كل الأنظمة الأخرى أسوأ منه». ولكن دعني أعد بك للتاريخ، هذه الكلمة إغريقية الأصل ونشأت مع شعبهم ومارستها أوروبا وأمريكا منذ مئات السنين في بيئتهم ،فتناسبت معهم ، أي أنه يلزمها تُربةُ ُ مناسبة للنمو، فأنت لاتستطيع زراعة شجر الأرز في الصحراء ؟ - وماتربة الديموقراطية ؟ - كلمة الشرف ، يتبعها العِلم والأمانة وغيرها. - أليس في حديثك نظرة دونية لشعوبنا؟ - حسناً .. سأوضح لك.. ماهي أفضل سيارة في نظرك؟ - بلا شك السيارة الألمانية الفلاني. - جميل.. لو إفترضنا أن رجلاً جاءك من جبال «الإنديز» الشاهقة يطلبك سيارة .. فهل تعطيه تلك المركبة الفارهة؟ - بالطبع لا. - أليس أهلاً لها ؟ - نعم ، ولكنها لن تصلح لبيئته. - شكراً لك ، ربما ستعطيه سيارة دفع رباعي ، أو ربما حصاناً ؟ هل يتهمك بالعنصرية أو النظرة الدونية ؟ - وماهو الحل برأيك؟ - أنتم بحاجة ربما لمزيج بين الديموقراطية والشورى ، ربما حق إنتخاب تدريجي لبعض المؤسسات . لقد جربت كثير من بلدانكم الديموقراطية فإذا بها ترجعها إلى الوراء بدلا من دفعها إلى الأمام.. ياصديقي كثير من الدول بحاجة لنشر الثقافة، لمؤسسات عمل مدني ، لدعم الوازع الأخلاقي الذي لايحتاج لأي ديمقراطية. أفلاطون في كتبه التي كانت تتبنى أفكاراً على لسان سقراط.
مشاركة :